عقد أمراء قبيلة المسيرية ومشائخ دينكا نقوك أمس اجتماعاً في كادقلي بحضور عبد العزيز الحلو نائب والي جنوب كردفان وشيبون الضوي مستشار الوالي، في وقت دافعت فيه الأممالمتحدة عن نقل مولانا أحمد هارون والي جنوب كردفان بطائرتها المروحية إلى أبيي الأحد الماضي.وقال الأمير حمدي الدود - أحد أمراء المسيرية - إن الاجتماع بحث الأحداث التي وقعت العام الماضي في(ماكير - تاج اللي) بين القبيلتين والديات والغرامات التي كان يفترض دفعها. مشيراً إلى أن الاجتماع سيصدر بياناً اليوم يؤكد فيه رغبة الطرفين على السلام الاجتماعي.ودافع مارتين تسيركي المتحدث باسم بعثة الأممالمتحدة في الخرطوم عن نقل المنظمة لمولانا أحمد هارون بطائرة مروحية تابعة للمنظمة إلى أبيي لنزع فتيل الأزمة بين المسيرية والدينكا. وقال إن هارون الذي تطالب المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه يقوم بدور رئيسي في وقف المواجهات بين القبيلتين. وأن البعثة(مفوضة لتقديم مساعيها الحميدة إلى مختلف أطراف المفاوضات في منطقة أبيي ليحلوا خلافاتهم عبر الحوار).وأكد أن البعثة عملت مع كافة الأطراف للحد من تزايد العنف (وأن هارون يقوم بدور أساسي لدفع الطرفين إلى السلام في أبيي). من جهتها نفت قبيلة المسيرية مهاجمتها لشاحنات كانت تنقل المواطنين الجنوبيين في طريق عودتهم من الشمال، في وقت أكدت فيه أن الأوضاع الأمنية في منطقة أبيي تشهد هدوءاً حذراً غير أنها تخوفت من إمكانية عودة الاشتباكات مرة أخرى. وقال نمر بابو نمر القيادي بالمسيرية ل«أس أم سى» إن منطقة أبيي الآن آمنة نسبياً، لكن الأوضاع غير مطمئنة نسبة لوجود ثلاثة معسكرات أقامتها الحركة الشعبية وبها قوات للجيش الشعبي شمال أبيي. وأوضح أن الاشتباكات الأخيرة ليست بين الدينكا والمسيرية، ولكن بين المسيرية والحركة الشعبية، مبيناً أن أبيي لا زالت تحت مظلة الحكومة ويجب عليها حمايتها. واتهم نمر القوات الدولية بأنها لم تقم بدورها التأميني في المواجهات الأخيرة ووقفت متفرجة على ما يجري، وقال«إن القوات الدولية ليس لديها دور تأميني في أبيي، وقبيلة المسيرية لازالت ملتزمة بضبط النفس».ومن ناحية أخرى هددت قيادات ميدانية من قبيلة المسيرية بمنطقة المجلد بشن هجمات مسلحة متلاحقة على قوات الجيش الشعبي في حالة عدم انسحاب القوات إلى شمال منطقة أبيي وحدود 1956، وأعلنت جاهزيتها للدخول في مواجهات مع قوات الجيش الشعبي بعدد(30) ألف مقاتل.وأكد التاج التجاني القائد الميداني لقبيلة المسيرية ل(آخر لحظة)أمس أن الاشتباكات التي وقعت مؤخراً كان الطرف الثاني فيها الجيش الشعبي. وأشار إلى أن الدينكا لم يكونوا طرفاً في النزال الذي أودى بحياة العشرات من الأشخاص، مشيراً إلى وجود حشود من الجيش الشعبي حتى مساء أمس بمناطق المسيرية، وقال إن قوات المسيرية لا تحتاج لدعم من أي جهة وهي جاهزة للقتال.من جانبه قال الدكتور محمد المهدي مندور نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم للجزيرة إن التصعيد من قبل الحركة الشعبية من شأنه أن يفجر حرب جديدة، واصفاً تصريحات باقان أموم أمين عام الحركة بالمؤسسة والمرفوضة، وأضاف لن نعيرها اهتماماً، وأردف من شأنها أن تعيق العلاقات بين الشريكين.