يخيل لي أحياناً أن مدرب منتخبنا الوطني مازدا يحرص دائماً قبل كل مباراة يخوضها المنتخب على وضع صحف الخرطوم الرياضية الصادرة صبيحة المباراة أمامه، ثم يشرع في وضع التشكيلة بعد أن يتحسس رغباتها التي ربما لا ترضي قناعاته.. ولكنها على أية حال تشبع رغبات الصحف الزرقاء والحمراء على حد سواء، وتبعد عنه لسعات سياط نقدها القاسي إذا ما تجرأ لحظة ووضع التشكيلة وفق قناعاته مراعياً مصلحة البلاد. والشاهد على ذلك أن التشكيلة التي خاضت المباراة الأولى أمام المنتخب الكيني.. كنا نشتم منها رائحة الخوف من الإعلام الأزرق، الذي هو في الأساس غير مقتنع بقيادة مازدا للمنتخب، وظل يلاحقه دائماً بتهمة الانحياز للأحمر حتى في اختياره للون الذي يرتديه اللاعبون، لذلك كان يبدو جلياً ومن خلال التشكيلة التي غلب عليها اللون الأزرق أن المدرب كان يحاول إرضاء الأهلة واسكات لسان إعلامهم الطويل.. ويا دار ما دخلك شر. ولكن ما لم يتحسب له مازدا هو انفجار الغضب المريخي وتلك الهجمة الإعلامية الحمراء الشرسة التي أعقبت المباراة و(شوت) المدرب بلهيب نيرانها التي امتدت السنتها الحارقة من الخرطوم وحتى القاهرة، الأمر الذي دفع مازدا لاتقاء لهيبها بضخ مزيد من مياه الموازنات في محاولة ساذجة لاطفاء حريق الغضب المريخي فتصوروا ماذا فعل. بعد طول تفكير وتدبير وهو يتجول في ردهات الفندق حائراً قبيل مباراة الكنغو بساعات صاح مازدا فجأة والفرحة تكاد تقفز من فمه: وجدتها.. وجدتها.. ثم هرول نحو غرفة اللاعب طمبل الذي كان مستغرقاً في النوم، وبعد أن أيقظه أزال عنه الغبار ثم نظفه ولمعه ودفع به قائداً لهجوم صقور الجديان، وهوالذي ابتعد عن ملاعب الكرة بسبب الإصابة لأكثر من عام (حتى أن ناس المريخ ذاتهم نسوه تماماً)، ولكن كله يهون في نظر مازدا طالما أن الأمر يمكن أن يجلب له رضا المريخاب لينطبق عليه المثل بعد تعديل مؤخرته (جا يكحلها طمبجها) وطنبجنا نحن كمان. الأهلي هل يلحق بالرابطة؟ حملت الأنباء الواردة من كسلا أن مجلس إدارة نادي الميرغني الهابط من الممتاز برفقة الأهلي قد أكمل عدته للموسم الجديد باجتماع أسري لأعضاء النادي، وحفل استقبال للاعبين الجدد، وأكمل اتفاقه مع المدرب والجهاز الفني كما حدد موعداً لبداية الإعداد وإقامة المعسكر.. معلناً حالة الطوارئ القصوى استعداداً للدوري المحلي والتأهيلي، تأهباً لإعادة الفريق لموقعه الطبيعي في الممتاز. أما الأهلي يا حبة عيني فلا اجتماع إداري ولا تجمع أسري، ولا حفل استقبال للاعبيه الجدد، ولا مدرب ولا يحزنون.. وإذا استمر الحال هكذا فلا عودة للممتاز في ظل إدارته المتكلسة هذه التي فيما يبدو قد أدمنت الفشل، بعد أن أسقطت الفريق من الممتاز، وحار بيها الدليل، فأطيحوا بها يا أهلاوية على وجه السرعة قبل أن تطيح بسيد الأتيام، ليلحق بنادي الرابطة العريق الذي كان صرحاً شامخاً يوم ما قبل أن يندثر من خارطة الكرة السودانية.