أخمدت قوات الشرطة أمس تظاهرات متفرقة شهدتها مناطق بالخرطوموأم درمان قام بها عدد من طلاب الجامعات وشارك فيها بعض المواطنين وردد المتظاهرون هتافات مناوئة للحكومة احتجاجاً على زيادة الأسعار خاصة السكر والمحروقات وتمكنت الشرطة من التصدي للمتظاهرين باستخدام الغاز المسيل للدموع والهراوات وأكدت مصادر «آخر لحظة» اعتقال الأجهزة الأمنية لأكثر من «50» طالباً وفتحت في مواجهتهم بلاغات بالحادثة وكانت التظاهرة الأولى انطلقت من ميدان جاكسون بالخرطوم حيث قامت مجموعة بالهتاف المناوي للحكومة ورشقوا المارة بالحجارة محاولين إثارة الشغب والفوضى وسط المواطنين إلا أن الشرطة تصدت لها وتمكنت من القبض على عدد منهم وقامت «آخر لحظة» بجولة داخل ميدان «جاكسون» وفيها قابلت عدداً من المواطنين وأصحاب المحلات التجارية الذين أكدوا أن هناك مجموعات ضمن المتظاهرين هاجمت بعض المحلات التجارية وحاولت العبث بالممتلكات إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك فيما أغلق عدد من التجار متاجرهم خوفاً من النهب والسرقة. وفي أم درمات تظاهر المئات من طلاب جامعة أم درمان الإسلامية ووقعت مواجهات بين الطلاب المنتمين لأحزاب المعارضة والرافضين لخطوة التظاهر مما أدى لإصابات وسط الطلاب بحسب ما أكده شهود العيان الذين قالوا إن التظاهرة بدأت في التاسعة صباحاً وإن الشرطة وصلت الجامعة ومنعت الطلاب من الخروج للشارع واعتقلت العشرات منهم وفي الوقت نفسه أعلنت إدارة جامعة أم درمان الأهلية إغلاق الجامعة إلى أجل غير مسمى وكشف مصدر موثوق عن تطويق قوات الشرطة لكلية الطب جامعة الخرطوم ومنعتهم من الخروج للشارع فيما ظلت أعداد منهم يرددون هتافات ضد غلاء المعيشة واعتقلت السلطات بعضاً منهم حاولوا إثارة الشغب والفوضى. من جانبه أكّد الاتحاد العام لطلاب ولاية الخرطوم التزامه بالثوابت الوطنية وقال إن الطلاب الذين خرجوا في تظاهرات الأمس هم فئة ينتمون للأحزاب السياسية التي تنفذ أجندة خارجية وتعمل لخدمة مصالحها دون مصلحة الوطن. وأكد رئيس الاتحاد الدكتور حبيب الله المحفوظ أن الذي تصدى للمظاهرة هم الطلاب وقال إنّهم يرفضون دخول الشرطة أو أي قوة أمنية للحرم الجامعي، مشيراً لمواقف الطلاب الذين قال إنهم وقود للحركة الإسلامية ولن يقبلوا بديلاً لحكم السودان من دون الشريعة الإسلامية، وزاد إنهم يطالبون بدولة إسلامية واضحة الهوية في الشمال مؤمناً في الوقت نفسه على حرية التعبير والتغيير واستدرك لكن الأخيرة عبر الانتخابات مجدداً التزامهم كحركة طلابية بحماية السلطة لأنّها تمثل الوحدة الوطنية ولأنها جاءت عبر الشرعية الانتخابية، وطالب المحفوظ الحكومة بدور إيجابي ومزيد من المعالجات لمحاربة البطالة والفقر، وقال إن حكومة الولاية أوفت بما عاهدت عليه الحركة الطالبية وقطع بأنه لا توجد مقارنة بين السودان ومصر وتونس، موضحاً أن السودان لا يحتاج لتغيير نظام السلطة القائم ونحن لن نسمح لأي جهة بتهديد الأمن والاستقرار وأبان إذا كانت هناك مجموعة تٌريد تغيير النظام فهناك الملايين الذين سيدافعون عنه، ودعا الأحزاب السياسية للنأي عن استخدام الطلاب في المزايدات السياسية.