بإمكاني تشكيل حركة مسلحة اليوم أو غدا ... فالأمر لا يحتاج مني لكثير عناء... ولا حتى يتطلب تاريخا سياسيا لشخصي أو كاريزما معتبرة ... فقط ما عليَّ إلا تحمل نفقات السفر إلى إحدى العواصم الأوروبية .. وهناك ما أكثر من يتهافتون للظفر بخبر حركة سودانية جديدة تدعو لأي شيء إلا وحدة البلاد ... تتسابق وكالات الأنباء على نشر صوري بعد أن أدخل في بدلة أنيقة وأستعين بمن يربط لي العنق تزيينا وليس خنقا.. أبدو مظهرا رئيس حركة وصاحب فكر وأيديولوجيا أو هكذا يراني المتحلقون حول الشاشات... وحدي من يعرف الحقيقة ... زوَّرت كل شيء ... فلا أحد معي لكني شكلت على الورق مكتبا تنفيذيا للحركة برئاستي ... الأمين العام أخي أو ابن خالتي ... قائدها العام لا يفك الخط ويقبع في إحدى القرى النائية ولا يعرف أن كبرى منظمات المجتمع الدولي تعتبره قائدا للحركة التي لا أحد غيري يعرف أنها لا تملك شيئا سوى خبر الإعلان عنها.. أو دعوة لمسيرة الغرض منها فقط لفت الانتباه إليَّ.بعد أن كنت أمزح ... أو أتخيّل ... أو أسدل حبل التمنيات.... وجدت نفسي زعيما لحركة بفضل الإعلام الدولي ،وببغائية بعض وسائط الإعلام المحلي.بعد هذا أقول ... لا توجد في البلاد أي حركة موضوعية وأي (حركة) أو إيماءة من هنا وهناك لا تعدو كونها (صبينة سياسية) إن جاز الوصف. و قبل احتفاء الإعلام الخارجي المؤدلج بظاهرة أخبار المسيرات المعارضة في السودان التي لم تجاوز كونها أخبارا ربما لم يتسن لسواد الناس تمييز من يوالي النظام ممن يعارضه. المفارقة العجيبة أن تلك الصبينة سياسية كانت أم عسكرية كثيرا ما تدفع بممارسيها للجلوس طرفا موازيا قبالة أحد مستشاري رئيس الجمهورية في الدوحة أو طرابلس أو القاهرة فالكتوف اتلاحقت... إلى أين تؤول الأمور ، وماذا يجني مواطن دارفور من محاولات إشباع نهم قادة الحركات في الشهرة مسائل بعيدة عن تفكير من لا يتورع عن المتاجرة بأسماء أهله وذويه فقط ليصبح رقما ولا يكترث كثيرا إن كان موجبا أو سالبا كما أوصل البنطلون وهو عيب إن لبسنه بناتنا إحداهن مؤخرا إلى نيكولا ساركوزي. الحلم في الشهرة أمر مشروع ، وكذلك السبق الصحفي لكن المسؤولية تجاه الوطن قيدٌ يجب ألا تتجاوزه حرية التعبير للمؤسسات والأفراد على حد سواء، وألسنا بحاجة إلى تفعيل قومية الصحافة؟