المشاهد التى تنقلها الفضائيات للضحايا الليبيين لاتحتمل مشاهدتها إذ مشاهد التقتيل التى تغير ملامح الضحايا وأعضائهم مما يستعاذ بالله منه ولاتحتمله النفس السوية . كيف يمكن لعاقل مهما كانت درجة خصومته وعداوته أن يضرب إنساناً أعزلاً بسلاح ثقيل تتشتت عبواته بعد أن تفرغ موادها المتفجرة فى صدور هؤلاء العزل على الطرقات والحدائق التى يتجمعوا فيها للمطالبة بحقوقهم كمواطنيين فى بلدهم حسب الصور المنقولة على كل الفضائيات ماهذا الصلف والغرور فى وصف المواطنيين بالقطط والجرذان والله كرم الإنسان وفضله على كثير ممن خلق . ولأننا أعتدنا أن نروح عن أنفسنا كل جمعة بالقول الحق والهدى النبوى فنرجو التفكر والتأمل فى هديه صلى الله عليه وسلم فى تحريم الظلم لأن الله يعذب الذين يعذبون الناس فى الدنيا أو كما قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم . عن أبي ذر رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال :« يا عبادي أنى حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا . ياعبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم . ياعبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني اطعمكم . يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم . ياعبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم ياعبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعى فتنفعوني . ياعبادي لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم مازاد ذلك فى ملكى شيئاً . ياعبادي لو أن اولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكى شيئاً . ياعبادي لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم قاموا فى صعيد واحد وسألونى فأعطيت كل إنسان مسألته مانقص ذلك مما عندى إلا كما ينقص المخيط إذا أُدخل البحر . ياعبادي إنما هى أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله عز وجل ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه » .