اليوم العالمي للمرأة صنعته المرأة الروسية بعد أن أسقطت النظام القيصري الاستبدادي بعد معاناة طويلة من الاضطهاد والتهميش .. خرجت النساء الروسيات في فبراير 1917 لأول مرة وناضلن ضد الحروب الاستعمارية ضمن السعي لتحرير الطبقة العاملة من النظام الرأسمالي. واستمرت ثورتهن أربعة أيام حتى انهار النظام وشكلت الحكومة المؤقتة ومنحت النساء حق الاقتراع وعرفت بثورة فبراير وبعدها تم تغيير توقيتها من 29فبراير إلى 8 مارس. منذ مدة قليلة أو فلنقل سنوات قليلة اهتم المجتمع والعالم العربي بالمرأة ودور المرأة في نهضة الشعوب وكان الاعتراف بتوجيه التهاني من الزملاء في العمل أو الأزواج أو الأصدقاء .. أما هذا العام النساء في لبنان يردن القضاء على التمييز وفي مصر الرئاسة وفلسطين تريد نساؤها إنهاء الاحتلال والانقسام.. فماذا تريدين يا سيدتي السودانية؟ وماهو اليوم العالمي للمرأة في نظرك؟ وهل هو يوم حصري على المرأة المتعلمة المثقفة المحزبة .. أم هو يوم للمرأة كواقع حياة .. حتى لا يتهم المجتمع بالتمييز..وهل تدري المرأة البسيطة ربة المنزل بهذا اليوم؟ هل تدرك قيمته .؟ هل تعرف كيف تطرح مشاكلها..؟ ما أكثر المنظمات والهيئات التي تنادي باسم المرأة وما أقل إنجازها .. فمازال هنالك كثيرات يجهلن معنى هذا اليوم؟ ولا يدركن حقوقهن... ولا يعرفن مالهن وما عليهن.. هذا اليوم لك سيدتي اعترافاً بك .. عرفاناً لك.. تقديراً لجهودك.. وفرصة لتنادي بحقوقك .. لتعرفي عن نفسك.. لتؤدي دورك .. ولتقيمي عملك... سيدتي الحياة ليست هباءً .. أيام وليالي تمضي وعمر يفنى .. الحياة تاريخ يوثق ..وكتب تؤلف .. ومواقف تحسب.. سيدتي أنت صاحبة التأثير الأقوى .. أنت سيدة المملكة ومربية الأجيال وأم الأبطال في المقام الأول والنصف الثاني من المجتمع النصف الجميل الوجه الآخر .. فعليك الخروج من القوقعة.. وإحداث شئ من الفرقعة.. حتى يصمع صوتك.. حدثي عن نفسك ... أفرغي مافي جوفك.. أفصحي عن متطلباتك .. طالبي بحقوقك .. وأطلقي لابداعك العنان.. هذا يوم من أجل التغيير والتعبير والهوية .. يوم لك ربة المنزل ولك سيدتي العاملة البسيطة ويوم لنساء المجتمع الراقي ونساء الأحياء الفقيرة.. يوم لدورك سيدتي صاحبة المركز المرموق ولك يا صاحبة القرار لأخذ المرأة الى القمة وإبعاد صوت القهر والقمع والذل وممارسات العنف والتميز ورفع شعار (المرأة لصنع القرار).