عندما تشير عقارب الساعة إلى الثامنة من مساء اليوم سيطلق الحكم صافرة انطلاقة مباراة القمة بين الهلال والمريخ وسوف تتجه كل الأنظار لإستاد المريخ الذي سيكون مسرحاً لديربي أم درمان والسودان في مباراة صعبة وشرسة ومهمة للفريقين لأن كلاهما يسعى للنقاط التي تمثل شيئاً مهماً في رحلة كل منهما في مشواره نحو السعي للبطولة فالهلال يعمل بقوة لعدم التفريط فيها بينما المريخ يسعى لاستردادها بعد عامين من غيابه عن مسرحها! فالفوز بنقاط اليوم يعني التقدم خطوة نحوها. المدربان وضعا اللمسات الأخيرة ووضعا خطة المواجهة والتحركات التي يجب أن ينفذها عناصر كل فريق على أرض الملعب وكلاهما يعرف الفريق الآخر وكلاهما بطيخة مفتوحة ولن يبحث احدهما عن فريق مجهول فكل مدرب يحفظ الاخر عن ظهر قلب. سيلعب الفريقان بحماس زائد فالفوز في مباراة القمة يعني الكثير للاعبين والأجهزة الفنية والادارية والخسارة في مباريات القمة ليست كالهزائم في المباريات الأخرى يزول مفعولها بسرعة فالخسارة في القمة لا يتم تعويضها إلا بالقمة ذاتها فمن الذي يكسب عقول وقلوب الجماهير في لقاء القمة الليلة؟ ومن الذي يخرج سعيداً بالفوز ومن الذي يتجرع ألم الخسارة؟ في نقاط ظل البرير وفوزي الأسد مصدر تفاؤل سابق لجماهير الهلال فهما يملكان القدرة على استنفار قدرات اللاعبين وما الانتصارات «المتواليات» التي حققت في عهدهما إلا دليلاً ساطعاً ويجيد الدور نفسه كابتن ابو جريشة فجماهير الهلال تخشى وجوده، أما اذا صادف ان خاطب الوالي نجوم المريخ وهذا ما حدث بالفعل فكلماته دائماً ما تقع وقع السحر في نفوس نجوم الأحمر ويلهب حماسهم ويحببهم في بذل مزيد من الجهد. اذا واصل الهلال اللعب على شاكلة أدائه أمام الأولمبي المصري فإن الهزيمة لا محالة تنتظره أمام نده الشرس. واذا شاهد المريخ الهلال أمام الأولمبي فسوف يكون ذلك من حظ الهلال لأن المريخ لن يظهر احترامه للأزرق وسينوم في عسل هذه المباراة. الفريقان سيلعبان الكرة التجارية مية المية فليس هناك جمهور يبحث عن آهات الاعجاب! دفاع الهلال من خلال مباراة الأولمبي يثير المخاوف بالرغم من انه يضم الثنائي اتير توماس وسامي وهما من ابرز المدافعين في السودان قوة التحام وإجادة للمراقبة ولكن مع ذلك يبدو أنهما فجأة يفقدان التركيز مما يتسبب في تهديد المرمى والنجمان كبيران ومتميزان وفرح بهما جمهور الهلال كثيراً ولكن يبدو انهما لم يصلا بعد لمرحلة الاندماج الكامل. الكرات العرضية هي دائماً صداع في الرؤوس والحضري يجيدها وترشحه جماهيره لإغلاق مرماه بجدار من حديد. مهند بإمكانه تغيير مجرى المباراة بلمسة فنية أو تسديدة ماكرة ولكنه لا يفعل ذلك دائماً. حصل المريخ من خلال مباراة الساحل على جرعة معنوية هائلة واصاب الهلال جماهيره بخيبة امل بعد الأولمبي المصري. سفاري هو قلب دفاع المريخ النابض على أرض الملعب مطالبة كل مدرب للاعبيه التركيز والحفاظ على برود الأعصاب. لاعب جديد (لنج) يمكن أن يدخل التاريخ من أوسع ابوابه بإحراز هدف تنتهي عليه المباراة! المباراة على أرض المريخ ولكن بدون جمهور! كبار الهلال والمريخ يجيدون فن التعامل مع مثل هذه المباريات. سبق للهلال الفوز على المريخ بملعبه ولكن بمساندة الجماهير لأن الجماهير ترفع من درجة الاثارة والتشويق. دفاع الهلال هل يتحول لمأزق ام تحدث الانفراجة؟ كلتشي أمل جديد من آمال المريخ فبعد تعافيه من الاصابة عاد بقوة للملاعب وهو الهداف الذي لا يشق له غبار. هل يصبح ديمبا المخرج لدفاع فريقه وطوق نجاته؟ سادومبا اسرع لاعب في المباراة هل يستعيد خطورته الكاملة ام يلعبها عادية؟ ء لاول مرة يشعر بعض الهلالاب بروح انهزامية بعد مشاهدتهم الهلال امام الأولمبي المصري ولكن بعضهم سريعاً ما يردون على المتشائمين لا خوف فلن يضيع الهدف ولن يعز الأمل. نغمة يرددها الكثير من المدربين بأن حظوظ المريخ أكبر ولكن هلال مريخ لا تخضع للتكهنات