للعطر جماله ورائحته الطيبة وأثره العميق في النفس مما يكسبها الإنشراح ويكسوها بالفرح حين يضوع في فضاءات المكان.. العطور السودانية أو الريحة المحلية لها نكهتها المميزة وطابعها السوداني الخاص الذي ابتكرته نساء السودان وتوارثن صناعتها من جيل إلى جيل كنوع من أدوات زينة المرأة وإحدى إشارات جمالها. «آخر لحظة» تضوعت بالريحة السودانية وهي تستكشف أسرارها لدى إحدى البائعات بسوق ستة بالحاج يوسف، حيث يسمون سوق الريحة السودانية هناك بشارع «الخط الساخن»، عائشة علي أجابتنا بعد أن أهدتنا رشة عطرية للضيافة.. بأن الريحة السودانية عريقة ولن تنتهي مع تدفق العطور المستوردة، وسوقها ما زال موجوداً، بدليل حركة البيع المتواصل.. خاصة في مواسم الأعراس في الصيف، أجودها الضفرة المكونة من عطر فلير دمور والصندلية والضفرة المسحونة، وهي تستخدم لدهن الجسم.. وكذلك المسك يستخدم كعطر، وهناك الصندل والمحلب والدلكة وهي ريحة سودانية مميزة ومحبوبة.. ولا ننسى بخور الشاف المستجلب من جنوب كردفان، وزيت الكركار المصنوع من القرنفل والمحلب والشمع الأصفر لتليين الشعر وتثبيته ولمعانه.. الريحة السودانية ليست غالية الثمن، فنحن نبيع «بقدر ظروفك».. وعلى «قدر فلوسك»، فطلب الزبون موجود للاستخدامات اليومية، أما الطلبات الكبيرة للأعراس فأهل العروسة يشترونها من تجار الجملة ونحن نحافظ على تراث المرأة السودانية في جانب صناعة الريحة أو العطر حسب التسمية.. وتبقى المرأة السودانية بإرثها الثقافي امتداداً لحركة تواصل الأجيال والمحافظة على العادات والتقاليد والقيم.