وقَّع السودان ومصر أمس على ثماني وثائق مشتركة لتفعيل التعاون المشترك بينهما، ودخل رئيس الجمهورية المشير عمر البشير في مباحثات مكثفة مع رئيس الوزراء المصري دكتور عصام شرف والوفد المرافق له مساء أمس عقب المباحثات التي أجراها الوفد مع نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه.وقطع نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه بعدم تأثر علاقات السودان ومصر بتقاطعات الأحداث والمواقف الطارئة، مؤكداً أنها استراتيجية مبنية على الثوابت والروابط التي تجمع الطرفين وأضاف نأمل أن يدعم التغيير الذي حدث في مصر صياغة مستقبل أفضل للشعبين معلناً استعداد السودان للتعاون مع مصر وتعزيز العلاقات في المجالس الدبلوماسية عربياً وإفريقياً ودولياً، وقال نتطلع لأن تدعمنا مصر في قضايانا العادلة.وقال طه في ختام اجتماعات اللجنة العليا المشتركة أمس إن الوثائق التي وقعت تأتي استكمالاً لما وقع في السابق، موضحاً أن الاستثمارات المصرية بالبلاد تجاوزت ال 5.4 مليار دولار، مطالباً القاهر بإيلاء الاستثمار في السودان المزيد من الاهتمام ، مؤكداً أن الميزان التجاري يحتاج قوة دفع للأمام، داعياً لإزالة العقبات والتحديات التي توجهه، قاطعاً بأن حوض النيل يمثل شرباً لشعوب المنطقة، معلناً الالتزام باتفاقية الحريات الأربع، بجانب إعادة ممتلكات مصر بالخرطوم المتمثلة في جامعة القاهرة والبعثة المصرية، داعياً لإحداث تغيير في مناهج البعثة لتتكيف مع التطورات التي تشهدها البلاد خاصة في ظل حاجة السودان للدعم التقني والفني، قاطعاً بتسليم مصر المقر الإداري لجامعة القاهرة اليوم، وقال نأمل أن يشهد التعاون في مجال الكهرباء والغاز تطوراً ملحوظاً.وفي السياق قال رئيس الوزراء المصري د. عصام شرف إن قضية مياه النيل أكبر التحديات التي تواجه البلدين، مؤكداً سعي بلاده لمواصلة الدفع بكافة الآليات لبناء الثقة بين الطرفين، داعياً لأن تتسم العلاقات الاستراتيجية بالصراحة لحسم كافة العقبات التي تقف بين البلدين، مطالباً بحسم القضايا العالقة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية قبل الفترة الانتقالية، معلناً التزام بلاده بتقديم كافة المساعدات الممكنة، داعياً الحركات المسلحة في دارفور للانخراط في العملية السلمية، مؤكداً على ضرورة حل أزمة الإقليم.من جانبه أعلن وزير الخارجية علي كرتي اتفاق الطرفين على معالجة قضية حلايب، داعياً لعدم ترك الفرصة للتصعيد في القضية، مؤكداً أن الطرفين اتفقا على معالجة صحيحة، كاشفاً عن اتفاق ثنائي للتحرك سوياً في ملف مياه النيل، بجانب التعاون في قضية المحكمة الجنائية الدولية. من جهته أكد وزير الخارجية المصري د. نبيل العربي رفع لجان التشاور لمستوى وزراء الخارجية بدلاً عن الوكلاء، مشيراً إلى أنهما فتحا صفحة جديدة في التعاون، معلناً توظيف علاقات البلدين لمعالجة قضايا المعتقلين بالسجون المصرية، منوهاً إلى أن اللقاء الدوري سيعقد مرة كل شهر.وكشف وزير الري والموارد المائية المصرية د. حسين العطفي عن اجتماع يلتئم بالخرطوم الأسبوع المقبل لتوحيد الرؤى فيما يتصل بملف حوض النيل في ظل توقيع بورندي وانضمامها لاتفاقية عنتبي، مؤكداً أن بلاده لن تمارس ضغوطاً على حكومة جنوب السودان للانضمام لمصر والسودان في أمر مياه النيل، وأضاف لا نستطيع إرغامها ولها مطلق الحرية في اختيارها، إلى ذلك يعقد طه وشرف اليوم مؤتمراً صحفياً للحديث حول ما تم إنجازه بين الطرفين قبيل مغادرة الوفد المصري لجوبا.من جهة اخرى أقام سفير جمهورية مصر العربية عبد الغفار الديب حفل عشاء على شرف د. عصام وحضر الحفل عدد من الوزراء ورجال السلك الدبلوماسي وقادة المجتمع وقيادات حزبية وأعرب د. عصام عزاء ارتياحه لوجوده في السودان واشاد بالاتفاقيات الموقعة، مؤكداً العمل على تنفيذها لصالح البلدين وتحدث في الحفل د. نافع علي نافع في ذات الاتجاه كما رحب سعادة السفير بالحضور متمنياً تقدم العلاقات المصرية السودانية.