وسط كل هذه الحالة من الزهج.. فأنا الآن أشعر بالسعادة لسببين الأول عندما دخلت ظهر أمس على الأستاذ والصديق مصطفى أبوالعزائم رئيس التحرير ووجدته ينظر في شاشة تلفونه ووجهه يبدو أكثر سعادة وإشراقاً..! قال لي «مصطفى» جاءتني رسالة من الأستاذة سلمى النقر بديوان الزكاة نقلت فيها استجابتهم لعلاج أربعة من كبار الصحفيين والإعلاميين يرقدون الآن على فراش المرض وهم حمدي بدر الدين وحسن عمر ونجم الدين محمد أحمد وأحمد عمرابي. لقد كتب مصطفى بلساننا جميعاً في زاويته المقروءة «والمؤثرة» عن حالة هؤلاء الزملاء وقدم شرحاً باكياً لكل حالة من هذه الحالات الصحفية والإبداعية التي لا تملك الآن سوى الصمت والألم والصبر وتساءل حول ممارسة الحكومة لفضيلة «الفرجة»؟ قائلاً لن «نقبل لهم هذا يا حكومة» وحرام عليكم..!! والآن جاءت الاستجابة التي أدخلت الفرح في نفوسنا والسعادة وإن هناك من يقدر دور أهل الصحافة والقلم وهم شموع تحترق من أجل الآخرين.. هم كطائر «الفينق» يحترق ويتلاشى في الرماد ليضيء في مكان آخر. الآن الذين يرقدون في السرير الأبيض قدموا وما استبقوا شيئاً وهم ليس بدعة فقد سبقهم رواد وسيلحق بهم آخرون ويظل قدر كل من ينتسب لهذه المهنة هو التعب في «نص الدرب» كما يقول ابن البادية. يظل الصحفي والإعلامي ضحية متاعب المهنة وضحية «التصنيف» الأعمى والجاهل وربما الجحود والنكران من الحكومات وبالأخص هذه الحكومة..!! فشكراً لمصطفى.. وتحية تقدير لكل الذين بادروا بالاتصال وإبداء الاهتمام بحملة الأقلام والمبدعين زملائنا المرضى والمبدعين شفاهم الله. أما سعادتي الثانية فتدور حول الخبر الذي يجده القارئ في الصفحة الأولى من هذه الصحيفة حيث تم اختيار زميلتنا د. فدوى موسى الكاتبة الصحفية ب «آخر لحظة» عضواً في اللجنة المركزية لاتحاد العمال وترشيح د.فدوى لاختيارها أميناً للإعلام وهواختيار صادف أهله صحيح إن الترشيح جاء عبر بوابة النقابة التي تنتمي إليها ولكنها كانت مسنودة بعمودها «سياج» والذي هو سياج منيع ضد الظلم والفساد ويحمي البسطاء والكادحين الذين تلتقطهم «ببراعة» وب«حرفية» من الشارع العام وفي «الحافلات» والمواقف وفي مكاتب الحكومة فشخصية «عبده» الحركية التي ابتدعتها طوال سنوات كتابتها الصحفية الثرة كانت «سيفاً» مسلطاً بذكاء و«اعتدال» ضد انحراف وتشوهات الخدمة المدنية التي تراها مرة بعين الموظف وتارة برؤية «الكاتب» وفي الجانب السياسي كنّا نرى بوضوح الانتهازية والغوغاء والشعارات التي يتغنى بها عبدهوتفضح انتهازية السياسة.أما عبده في الحي فهو ضحية الظلم والاستلاب الاجتماعي ولهذا جاء عمود سياج صادقاً وشريفاً وعفيفاً كصاحبته التي تستحق هذا التشريف الذي تستحقه تماماً وإن «تأخر»!! حمى الله زملاء المهنة من كل مكروه وأعانهم عل حمل الرسالة الثقيلة والتي هي رسالة الأنبياء والمرسلين وأصحاب الرسالات والعزائم وهل هناك أثقل من حمل أمانة القلم؟!!