الشعب السوداني لا بد أن يضع حكاية الطيبة والعفوية على الرف ، نحن في زمن لا تنفع فيه الطيبة لأنها تعني العبط والهبالة والخبل ، صدقوني إذا ظل الشعب السوداني يحمل هذه الصفة فإن سيناريوهات الأحداث المؤلمة ستكون حاضرة في تضاريس الوطن الجريح ، أقول قولي هذا وثمة سؤال يفور في الذاكرة المتخمة بالأحداث والحكايات المؤلمة ، إلى متى يظل الفضاء السوداني مفتوح ومستباح للغاشي والماشي ؟، سؤال ربما يكون بمثابة الملح على السنة السودانيين كافة ، وثمة سؤال ثان أكثر إلحاحا إلى متى يظل الشعب السوداني يدفع فاتورة شعوب أخرى ونتحمس إلى استضافتها على أرضنا , ونضع أنفسنا في دائرة أحداث لا تخصنا وليس لنا فيها ناقة ولا جمل ?، وهناك سؤال ثالث أكبر من مساحة كل التصورات كم عدد الجواسيس من الأجانب المقيمين في السودان خصوصا أن لدينا مئات الألوف من الأجانب والعرب والذي منه على أرضنا ، أقول الجواسيس لأن الضربة الإسرائيلية الأولى والثانية حدثت بسيناريو منظم من داخل الأراضي السودانية ولكن يبدو أن عيون ومعلومات الطابور الخامس التي صاغت الحادثة الثانية كانت في غاية البلادة ما جعل العملية تستهدف أشخاص ليسوا من المطلوبين للموساد الإسرائيلي ، إذن من الآن فصاعدا علينا ركل حكاية الطيبة بالجزمة القديمة ، نريد يا جماعة الخير أن نكون أولاد أبالسة ومعجونين بماء العفاريت لكي نتعامل مع الآخر الذي يريد أن يهيننا في عقر دارنا ، المهم الحكاية تتطلب أن يكون هناك تنظيم للأجانب الموجودين في السودان خصوصا العرب واقصد بهؤلاء تحديدا الفلسطينيين نعم الفلسطينيين ، وكذلك الإيرانيين، لان هؤلاء اقصد الإيرانيون لا يشبهوننا ، للأسف الشعب السوداني من طيبته يري أن الفلسطيني ( زلمي ) مكسور ومغلوب على أمره لكن هذا الموضوع فيه إن وأخواتها وبنات أخواتها ، فالمشهد الفلسطيني في داخل فلسطينالمحتلة يؤكد أن هناك فلسطينيون يبيعون مواطنيهم للعدو وليس من المستبعد أن يحدث هذا في السودان طالما أن الشعب السوداني ( نايم على ودنه ) ، بالمناسبة تشير المعلومات إلى انه في سنة 1994 جندت إسرائيل 6000 فلسطيني كعملاء بواسطة جهاز الأمن العام ( شين بيت ) ، كما أن الكثير من ضربات الموساد الإسرائيلي في الخارج تدخل في تنظيمها شبكات فلسطينية وليست حادثة اغتيال محمود المبحوح في دبي ببعيدة عن الأذهان ، نحن يا ناس لدينا ما يكفينا من مشاكل متلتلة ونحتاج إلى المجتمع الدولي لحل مشاكلنا وإخراجنا من الحفر والمطبات ، نحن نريد أن يتم شطب السودان من القوائم السوداء الدولية ، نريد حراكا تنمويا ولا نريد أن نستضيف أي عنصر يتسبب في تعكير صفونا ، وإذا استمر مسلسل ( الطيبه الكثيرة يا حنين شقاوه ) ، وإذا لم يتم تقنين وضبط مسألة وجود الأجانب في السودان فان أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة في (بورسودان يا جنة) لن تكون الأخيرة .