فنان الطنبور المتقاعد إدريس إبراهيم لديه أغنية فيها مقطع ( يغازل نفسه يا خوي في المرآية ) ، إستمعت إلى هذه الأغنية الموغلة في تلافيف الزمن ، وأنا أطالع تفاصيل أسطورة صينية قديمة عن إمبراطورة بشعة وحاقدة ، ومن شدة حقدها منعت هذه المرأة اللئيمة شعبها من استخدام ( المرآية ) ، وكان زبانية الإمبراطورة يجوبون الأسواق ويلقون القبض على باعة المرايات ، أما إذا ضبطت سيدة تعيسة الحظ ، تنظر إلى وجهها وتبتسم في المرآية فيتم حلق شعرها ( زلبطة ) وتجبر على خدمة الإمبراطورة ، حتى ينطفيء جمالها وتصبح كركوبة ، ما علينا يا جماعة الخير عبد الكريم الكابلي هو الآخر لديه أغنية ( كلميني يا مرايه ) ، لكن السؤال الذي يفرض حضوره هنا ، هل يا جماعة الخير ، يجد الحكام العرب المتسلطون هذه الأيام فرصة لمشاهدة وجوههم في المراية ، لا أتصور ذلك لأنه ببساطة أن الحاكم الطاغية حينما يرى بأم عينه أن شعبه بدأ يحاول افتتاح شبابيك الحرية للتنفس من القبضات الحديدية فان وجهه يصبح على طريقة ( يلعن قفاه ) والدليل على ذلك عليكم بالتمعن في وجوه الحكام العرب المحاصرين الآن بالثورات ، فحينما يخطب هؤلاء تشاهد العجب في ملامحهم ، وفي مواقع التواصل الاجتماعي هناك صور لمجموعة من هؤلاء الحكام خصوصا معمر ألقذافي و عندما تنظر إلى ملامحهم المتجهمة لا تمتلك إلا أن تشفق على حالهم الذي يغني عن السؤال ، رغم إنهم لا يستحقون الشفقة والذي منه ، وبالمناسبة إذا وجد هؤلاء الطغاة فرصة هذه الأيام فسوف يجرون عمليات بوتوكس لتجميل ملامحهم ، لكن للأسف إذا فعلوا ذلك فإن البوتوكس سيزيدهم ضلالا ، وعنجهية أكثر مما هم فيه ، حيث أشار باحثون أمريكيون إلى أن استخدام البوتوكس لتخفيف آثار التجهم والتجاعيد قد تخفض بنسبة كبيرة قدرة مستخدمها في قراءة مشاعر الآخرين ، وذلك لأن البوتوكس يشل عضلات الوجه ما يجعل مستخدمه غير قادر على قراءة التعابير ، المهم خلونا من الحكام المتسلطين ، في حياتنا العامة ربما تجد الإنسان يهرب من ملامح وجهه التعيس ، ويخاف من النظر في المرآة ، وإذا أجبرته الظروف للنظر إلى ملامحه فسوف يصيح .. يآآآآآآآه .. الزمن ابن الذين، شتت بقايا عمر كان بهيا وبطعم الصباح الطازج ، الملايين في العالم يكرهون المرآة ، المرأة التي هرب جمالها ودخلت في دوامة العد التنازلي تكره ، ( كلميني يا مرايه ) وتلعن سنسفيل جدود من فكر في هذا الاكتشاف الشقي ، ( الرجل المتصابي ) الذي يريد أن يتوقف الزمن عند شجرة العمر النابضة بالحياة يتمنى أن يجد من صنع هذا الابتكار ليبصق في وجه ، فضلا خليكم معاي ، وبشفافية مطلقة تعالوا ندعو حكامنا في السودان بكافة درجاتهم وزعماء الأحزاب وحرامية المال العام ، عدم النظر إلى وجوههم في المرآة خصوصا حينما يفيض بهم الغضب القاتل ، لأن ذلك سيكون وبالا على المواطنين الغلابى زي حالاتي .