تاريخ السودان حافل بالبطولات والمعارك الدامية ضد الاستعمار عبر حقب تاريخية متفاوتة خلَّدت وراءها أسماء حُفرت في تاريخه، محمد أحمد المهدي، علي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ وغيرهم، حتى تم طرد الاستعمار الإنجليزي نهائياً يوم 1/1/1956م على يد الرئيس الراحل إسماعيل الأزهري ،وردد كلُ السودانيين من بعد اليوم نرفع راية استقلالنا ويسطر التاريخ مولد شعبنا وبمناسبة ذكرى الاستقلال المجيد تجولت «آخر لحظة» وسط طلاب عدد من الجامعات السودانية ،لتجديد ذاكرتهم من خلال طرح سؤال عن تاريخ استقلال السودان ومَن الذي رفع العلم، وللأسف الشديد كشف هذا الاستطلاع جهل جيل الغد الذي يحمل راية هذه البلاد (بتاريخهم )و أجاب الإجابة الصحيحة ثلاثة طلاب فقط، وحتى إجاباتهم كانت ناقصة جداً ،لأنهم لا يعلمون من الذي رفع العلم ، فذكر أحدهم وبكل ثقة إنه علي عبد اللطيف، فهؤلاء كانوا أخف قدراً من بقية زملائهم الذين يجهلون تاريخ استقلال بلادهم نهائياً، فمنهم من ذكر بأن تاريخ الاستقلال كان عام 1972- 1965- 1980م وقال( أجهلهم )بأنه كان عام 1996م، واختلفوا حول من رفع علم الاستقلال فبعضهم قال عبود وآخرون قالوا علي عبد اللطيف قال احدهم عبد الفضيل الماظ بينما قال آخر جعفر محمد نميري. والكثير المضحك والمحزن غير ذلك.. فاتجهت «آخر لحظة» للبروفيسور عمر حاج الزاكي الباحث في علوم التاريخ وعميد كلية الآداب بجامعة أم درمان الإسلامية سابقاً والخبير في علوم التاريخ، حتى يوضح بعض الحقائق التاريخية عن استقلال السودان للكثير من الطلاب الذين يجهلونها فقال: إن استعمار السودان كان غريباً بعض الشيء بثنائية الاستعمار الإنجليزي والمصري، ونال السودان استقلاله بعد مراحل، كوِّن من خلالها مؤتمر الخريجين الذي بدأ كجمعية أدبية حتى تطور وأصبح بؤرة للأنشطة السياسية وأنشأه وقتها المحامي (أحمد خير )عام 1936م، وبعد ذلك بدأت مظاهر تنظيم الأحزاب وانطلقت المظاهرات، وفي عام 1953م بدأت سودنة الوظائف في المؤسسات السودانية، والتي كانت حصراً على المستعمرين، ومن ثم بدأ التفكير في إنشاء حكومة سودانية مستقلة ،حتى جاء يوم 19 ديسمبر عام 1955م والذي انعقد فيه البرلمان الذي طالب أعضاؤه بالاستقلال، وفي 22 ديسمبر عام 1955م أقر مجلس الشيوخ هذا القرار واتخذت الخطوات لذلك، وفي صبيحة اليوم الأول من يناير عام 1956م رفع الزعيم( إسماعيل الأزهري) علم السودان عالياً ،معلناً استقلاله لكل العالم ومعه زعيم المعارضة السيد محمد أحمد المحجوب.