مجلات عديدة تضج بها رفوف المتاجر في المدن الأمريكية متخصصة في (شيل الحال ونقر الطار) للمشاهير في أمريكا والغرب، لا سيما المغنين والممثلين والساسة وأصحاب الجاه والعز الدولاري، فمن جورج ولورا بوش الى كلينتون وهيلاري وبنتهما شلسيا ورحلاتها المثيرة بين الحانات والمراقص في عاصمة الضباب، الى جون كيري وهوراد دين، بل إن شيل الحال هذا انعكس في الكتب التي ليس أقلها كتاب حديث الإصدار اسمه حديقة الحيوان السياسية The Political Zoo ترى فيه مشهداً سياسياً يستمد صوره من الغابة وطبائع حيواناتها قروداً وأسوداً ونموراً وزرافات وكلاب وثعالب وثعابين وقطط، مع رسوم كاريكاتيرية موحية تحمل وجوه أولئك الساسة. من المجلات المعروفة في سلسلة شيل الحال المعروفة مجلة Inquirer والتي لا أجد ترجمة لها سوى ذلك اللفظ السوداني الذي عم واستشرى مؤخراً بخصوص أسرار عباد الله وشؤونهم الخاصة، وهو (شمارات)، مجلة سعرها رخيص وورقها أرخص أقتنيها وأتسلى بها وأتعجب ولا أعجب بها وبسياطها المشرعة على رقاب الجميع. إن مجلة (شمارات) هذه لا تكتفي بنقل قصص الحب الملتهبة بين المشاهير ولا بغراميات الشقراوات من نجوم المسرح والغناء والسينما وعرض أجسادهن النحاسية الصقيلة وشعرهن المذهب على الصفحات وإنما حالات الطلاق المثيرة أيضاً، تلك حالات لا ينفع معها طول العشرة أو أوضاع الأولاد والكلاب العزيزة في مجتمع براجماتي لا يحفل بدموع الفراق أو عذابات الشوق أو الملح والملاح، فالعبرة هي أن يكون العائد من معاملات الناس سلباً أو إيجاباً لؤلؤاً من نرجس دولاري تظلله قيم التنافس والفردية والمادية ونبوغ الفرد وإنجازه. في أحد أعدادها أفردت مجلة (الشمارات) هذه قصة طلاق دسم لبليونيرين عملاقين زوجين في امبراطورية المال الأمريكية، الزوجان أنهيا صفقة طلاق ودي مربح بينهما تقاسما فيه مالاً لبدا على كأس من النبيذ دون محامين أو (تلتلة) محاكم. إنهما أدرا وتيم بليسكث، صاحبا ومؤسسا نادي الماسة الصفراء للصفوة في مدينة بيج اسكاي في مونتانا، ونادي الصفوة هذا هو أحد الأصول المالية العالية القيمة التي كان على الزوجين الثريين اقتسامهما وهما يختتمان بطريقة مثيرة رحلة حياة بينهما امتدت زهاء خمسة وعشرين عاماً، وفي ذلك تقول مجلة (الشمارات) الأمريكية: ( قبل طلاقهما، كان على الزوجين الثريين تقاسم ثروة تقدر ب 2 بليون دولار على كأس نبيذ في عصر تقود فيه حتى قضايا الطلاق البسيطة الى ما يعادل قانونياً وقوع حرب عالمية ثالثة.. ساعات بسيطة قضاها عملاقا المال والأعمال في تقاسم امبراطوريتهما المالية الشاسعة… اتلمينا على خير نتفارق على خير قالها تيم بعد اقتسام الثروة الهائلة). الثروة اشتملت على آلاف الأفدنة (الناصية )!!! والطائرات الخاصة والفنادق والسيارات الفخمة والبيوت ذات القيمة العاطفية الهائلة لهذا أو ذاك.. والشركات، أما الكلاب فقد تقرر ولغلاوتها عند الطرفين أن تظل تحت الرعاية المشتركة Joint custody للزوجين الطليقين، وسوف تبقى الكلاب وهذه رغبة كلبية، في أحد بيوت الزوجة الطليقة ولا مانع من زيارة الزوج لهما حفاظاً للعشرة بينه وبين تلك الكلاب، وفي ذلك تقول الزوجة: (الكلاب ترغب في البقاء معي ولأن تيم كان أباً عطوفاً بالنسبه لهم، فمن حقه القدوم الى هنا في أي وقت لزيارتهم، إننا نفترق كأصدقاء ولم يعكر صفو صلتنا علاقة غرامية تذكر أو فضيحة). إن طلاق الأثرياء في هذا البلد هو ضرب من الحلال الجميل !! ختام : وتسخر مني كهلة عبشمية كأن لم ترَ قبلي أسيراً يمانيا