اعتدت على مشاهدة فقرة ( أفراح أفراح ) ضمن برنامج مساء جديد في صاحبتنا الحلوة فضائية النيل الأزرق مساء كل خميس ، الحاجة التجنن الإنسان وتفتح مليون حفره في نافوخه ان 99.9 من عرائس الفقرة المسائية الأسبوعية فتيات ألوانهن بيضاء مثل تماثيل الشمع ، لكن المشكلة العويصة ان هذا البياض يصبح في خبر كان وأخواتهما حينما يطل والد العروس أو والدتها من الشاشة حيث يظهر الفرق في اللون بين الام وابنتها عروس الغفلة ، ففي الوقت الذي نجد فيه العروسة من ذوات اللون الأبيض المتوسط نجد الام تأخذ صفة ( يا سمار الليل يا سمره ) إما لون الأب فهو سوداني صميم ، والأغرب من هذا ان تباين الألوان يظهر جليا لدى العروسة ( الشتراء ) حينما تلاحظ الفرق بين الوجه واليد السمراء ، على فكرة صديقنا الشاعر السعودي سعود سالم لديه أغنية مطلعها ( أحب السمر وأهواهم ...أحب الليل بغناهم يا بخت اللي يحب سمراء ) وهي أغنية شهيرة يترنم بها الكويتي عبد الله الرويشد ، ومن وجهة نظري ان كريمات التبييض لها فائدة كبرى للفتيات في السودان لأنها تساهم في تزويجهن ، عموما طالما ان السمرة في السودان أصبحت وصمة لمعظم النسوان لدينا ما علينا سوى دعوة الفنان الرويشد إلى السودان لإحياء حفلات جماهيرية لتكريس اللون الأسمر ومحاربة مبيضات البشرة ، اسأل يا جماعة الخير ، سؤال ابيض من قلب ابيض الى متى نظل نائمين في العسل تجاه مبيضات البشرة؟ ، طبعا لا يمكن إيجاد قانون يمنع أي سيدة أو فتاة من تفتيح بشرتها ، كل واحدة تريد ان تكون بيضاء حتى وان كان ذلك على حساب صحتها ، المسالة لا بد ان تنطلق من قناعة أن مثل هذه الكريمات على المدى البعيد ستكون لها عواقب وخيمة ، ربما يتعرض محسوبكم الى لعنات من قبل مستخدمات هذا النوع من الكريمات وهن بالملايين ،لكن ، طالما صاحبكم في السليم فصاحبات اللون ( العيرة ) في النهاية هن الخاسرات ، من الان فصاعدا اقترح زيادة عدد تخصصات الأمراض الجلدية في كليات الطب لمواجهة إفرازات التفتيح واقطع ضراعي ان بركات الكريمات بدأت تغزو عيادات الأطباء وكم بودي ان تقوم وزارة الصحة الاتحادية بنشر إحصائية عن عدد المتضررات من الاستخدام العشوائي لهذه الكريمات ، اعتقد ان الوعظ المباشرة لا يمكن ان يأتي بنتيجة حتى وان قامت للتماسيح قرون، لا انفي ان هناك كريمات آمنة لتبيض البشرة غير ان الموجودة في السودان كلها مستحضرات مضروبة ومتنيلة بستين مليون نيله ، آخر دراسة عن أضرار هذه الكريمات صدرت عن جامعة اوكلاهوما الأمريكية جاء فيها ان استخدام كريمات التفتيح يعرض البشرة للإصابة بالبهاق الكيميائي وتقلل من مناعة الجسم ضد الأمراض وتؤدي للإصابة بسرطان الجلد والفشل الكلوي وهذا الأخير أصبح ضيفا ثقيلا في مجتمعنا المغلوب على أمره أزيدكم وللا كفاية . قوم كفاية شلاقة