د. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس المؤتمر الوطني بحكم جعليته الخالصة، ظل في تصريحاته يعبر عن كل خصائص الجعليين الخلص من شجاعة وعدم مداراة لما يؤمن به، أو ما يراه صحيحاً، ولهذا صنفته الأحزاب المعارضة بأنه قائد جناح الصقور بالمؤتمر الوطني، ومعلوم أن السياسة داخل أي حزب يتم تبادل الأدوار فيها، ففي الوطني يقوم الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الوطني بدور الدبلوماسية والحوار الهادئ بينما يكمل الدور المطلوب د. نافع لإبراز أن الحزب وراء شفاهه أنياب حادة، لن تمكن أعداءه من هزيمته، وهذا شئ طبيعي ومطلوب في أي حزب يعرف السياسة، وما أعجبني في تصريحات د. نافع خلال تدشينه لحملة حزبه بنهر النيل قوله:(إن الذين يريدون إحداث الفوضى قبل وبعد الانتخابات ويضربون الأمثال بكينيا وزيمباوي لا يعرفون السودان ويحلمون بالمستحيل). فالتصريح فيه تأكيد على أن الأجهزة المختصة بالدولة قد وضعت ترتيباتها لكل شئ، خاصة وأن السودان بطبيعة أهله ومقدرات أجهزته الأمنية، ليس مثل كينيا أو زيمباوي، كما أن الأمن السوداني يُعد الأفضل في المنطقتين العربية والافريقية، وتعامل منسوبيه بذكاء مع كل الحالات، هو الذي جنبنا المخاطر التي كانت متوقعة من خلافات الإسلاميين، وما انتهى عليه صراع القصر والمنشية، واحتوى كل المؤامرات الداخلية والخارجية، وبالتالي فهو قادر على أن يحتوي أية مؤمرات تستهدف الانتخابات ونتائجها.. ومن هنا نقول إننا لا يمكن أن نقارن بين الأمن السوداني والزيمبابوي، فقد كنا قبل مدة في زيمبابوي ووجدنا في مؤتمر الكوميسا الذي حضره الرؤساء عمليات التفتيش في القاعة تتم عبر الكلاب البوليسية في الأبواب، برغم تطور وسائل التكنولوجيا في العالم، لذلك فإن الأرضية عقب انتخاباتها كانت مهيأة للفوضى على عكس السودان الذي فشلت حتى الأنظمة الخارجية ذات المقدرات المالية والتكنولوجية العالمية من أن تهزم أمنه وتخترق أجهزته، لذا تصبح أقوال وتأكيدات د. نافع واقعية، وعلينا أن ننوم(قفا)كما يقولون فالسودان ليس كينيا أو زيمبابوي ولن يكون.