مجلة الثقافة السودانية- صدرت في بدايتها عن مصلحة الثقافة السودانية في عام 1976 وذلك آبان تولي فقيد العلم والأدب الدكتور محمد عبد الحي إدارة مصلحة الثقافة عندما جاءها منتدباً من كلية الآداب بجامعة الخرطوم . وقد صدر العدد الأول منها في نوفمبر 1976م كمجلة ربع سنوية . وتعاقب على رئاسة تحريرها مجموعة من الأساتذة والادباء . وقد كانت المجلة تمثل نافذة مهمة لأدباء وشعراء عصر الستينات والسبعينات من القرن الماضي. ومنذ ذلك التاريخ تعثرت المجلة كغيرها من المجلات الثقافية التي كانت تصدر بالخرطوم مثل مجلة (الخرطوم) التي كانت تنافس المجلات العربية كالدوحة والعربي ومجلات القاهرة الثقافية ، ورغم استمراريتها لأعوام وأعوام إلى أن أصابها كغيرها من المنافذ الثقافية التعثر والتوقف في الصدور. ولكننا شهدنا في الفترة الأخيرة عودة الخرطوم وعودة مجلة الثقافة السودانية للساحة الثقافية والأدبية وقد أسندت رئاسة تحريرها إلى الدكتور عمر شاع الدين وسكرتارية التحرير إلى الدكتور صديق عمر صديق وكلاهما من الشخصيات الأكاديمية المرموقة ولهم مساهماتهم وإنجازاتهم في حقل الثقافة والأدب والعلم والمعرفة.وأمامي اليوم عددان من مجلة الثقافة السودانية العدد رقم 28 الصادرفي يوليو 2009م والعدد رقم 29 الصادر في ديسمبر 2009م. فالعدد 28 رغم احتوائه على مجموعة من المقالات والدراسات في الشأن الأدبي والثقافي السوداني ومن مجموعة من الأساتذة والكتاب والباحثين إلا أن الأخطاء الطباعية التي فاقت حد الوصف أفسدت تلك المقالات الجميلة وكان يمكن بقليل من الصبر والمراجعة تفادي تلك الأخطاء . وجاء العدد 29 أكثر انضابطاً من سابقه وشارك فيه مجموعة من الكتاب وقد تصدرته مجموعة من اللوحات التشكيلية للفنان الراحل أحمد عبد العال مع مقدمة من الأستاذ الدكتور حسين جمعان بورق مصقول وملون ودراسة نقدية تحليلية عن وحدة القصيدة العربية بين عبد الله الطيب وصاحبه طه والعقاد بقلم البروفسور محمد المعز مصطفى الدسوقي وهي دراسة أكاديمية لعملاقة الأدب العربي في القرن العشرين تناولت آراءهم وأحكامهم عن وحدة القصيدة العربية.