عاد الفريق الركن، بكري حسن صالح ، وزير رئاسة الجمهورية من رحلة استشفاء بألمانيا، بعد العاشرة من مساء يوم الثلاثاء، وباشر مهامّه بمكتبه بالقصر الجمهوري ،صباح يوم الأربعاء ،مع أن طبيبه المعالج قد نصحه بأن يبتعد عن السكريات والدهنيات والنشويات.. والكندي.. وعصمت..وعاطف. لكن الفريق بكري الذي يهوي العمل ،والزراعة ،وصيد السمك ،وتدبير المقالب لا يعرف كيف يرتاح.. فالمظلي.. ذو البوريه الأحمر وريحانة الدفعة (24) قد لزم السرير الأبيض لمدة يومين (جبراً) بمستشفي ساهرون ثمَّ غادر إلى بيته، وبعدها سافر لألمانيا، بعدما اشتدت عليه وطأة داء السكر.. قال مرض صديق قال!! وزارة رئاسة الجمهورية، هي أمَّ الوزارات، وهي بالضرورة، ليست ككل الوزارات؛ ففيها الرئيس، ونائبه الأول، (ونائبه) ،وكبير المساعدين ،والمساعدان، والمستشارون، واثنان من وزراء الدولة، وعلى وزير الرئاسة تدبير أمر كل هؤلاء من أصحاب الوظائف السيادية، ومكاتبهم، ومنازلهم، وسفرياتهم، وضيوفهم، وتوجيهاتهم، وتأمينهم، وقومتهم، وقعدتهم، مما لا يطيقه، إلا أولو العزم من البشر، وبكري من أصحاب العزائم، وطاقه متجددة لاتبددها المتطلبات اليومية لهذا الكم الهائل من شاغلي المواقع السيادية. وكل من تعامل عن قرب مع الفريق بكري، يعرف فيه التفاني والإخلاص، ونكران الذات، والجدية المشوبة بروح المرح، الذي يضفيه علي مَنْ حوله، فينساب العمل المضني، كالجدول الرقراق، وكلٌ يؤدي واجباته، وينسى ذاته، حتى يكتمل الإنجاز. وقد أكمل، وبنجاح كبير، المهامّ الجسام في تنفيذ ما يلي الرئاسهةمن اتفاقية السلام الشامل، وقيام مؤتمر قمة الاتحاد الإفريقي، ومؤتمر قمة جامعة الدول العربية، ومؤتمر القمة الإفريقية الكاريبية الباسفيكية، وعشرات العشرات من المؤتمرات واللقاءات والزيارات الرئاسية، مما تنوء بحمله الجبال. الفريق بكري حسن صالح، خزينه أسرار الإنقاذ، لا يستطيع أنجح المحاورين أن (يطلِّع منو عُقَّاد نافع) فيما يلي أسرار الدولة الداخلية والخارجية، وله في ذلك وسائل شتى، فإن كنت تتكلم معه وهو يستمع إليك بما يوحي بأنه على استعداد للإجابة، يخرج فجأة من الموضوع ويغني لك (سارحة مالك ياحبيبة).. مع أن صوته يصلح لكل شي إلا الغناء.. وتعلم حينها بأنه.. خرج ولن يعود لموضوع الحديث أبداً.. وزير رئاسة الجمهورية يدير عمله بتؤدة وحنكة، ولايتسلل الملل لنفسه من كثرة العمل.. ويتحايل على السأم بتدبير المقالب.. وكان قد أخفى أمر دخوله المستشفى على أصدقائه؛ مخافة أن يزعجهم، فقابله أسامة عبد الله، وقال له: ما سمعنا خبر رقادك في المستشفى، فرد عليه بكري: يا أخي أنا ما رقدت مستشفى، الناس شافوني داخل ومارق، قايلِّني عيَّان، لكن جابو مولود.. فبادره أسامة بالتهاني: مبروك، ويتربي في عزِّك، وشرب المقلب، لأن أصغر أولاد بكري (عمي حسن) على أبواب الثانوية. والوصفة التي عاد بها بكري من ألمانيا بأن يبتعد عن الدكتور الكندي يوسف، وكيل رئاسة الجمهورية.. والفريق شرطة عصمت أحمد بابكر، المدير التنفيذي للقصر الجمهوري.. والأستاذ عاطف أحمد عبد الرحمن، مدير مراسم الدولة.. هذا الثالوث (مصاقر) الوزير الليل والنهار، وبالتلفون كمان، وهذا ما يرفع معدلات السكر في الدم وأشياء أخرى. ألف حمداً لله على السلامه يا (أورباب) ،ونسأل الله أن يديم عليك نعمة الصحة والعافية.. وأن يعينك على عظيم مهامك، والبركة في وزير الدولة الهمام، إدريس محمد عبد القادر، فقد أبلى بلاءً حسناً منذ تقلده مهامه، بعد اتفاقية السلام الشامل وفي فترة غياب الفريق بكري. زرت الفريق بكري في مكتبه؛ تفادياً لإزعاج البيوت فقابلني بعض الإخوه فقال أحدهم: (جيت راجع القصر تاني)؟! فقلت له: (علي الطلاق لو أدوني القصر الجمهوري في شهادة بحث (ملكية عين) ما أختها في جيبي، وبعد ماضقت سعة (القطاع الخاص) لن أعود لضيق (الميري). وهذا هو المفروض..