أبو القاسم بدري فقد السودان والعالم العربي في الأشهر القليلة الماضية أديباً فذاً وكاتباً قديراً وناقداً خبيراً بفنون الأدب واللغة، ألا وهو الأستاذ أبو القاسم محمد بدري الكاتب المعروف وأحد رواد النهضة والتغيير ورئيس تحرير مجلة مجمع اللغة العربية بالخرطوم.. ولد الأستاذ أبو القاسم محمد بدري بمدينة دنقلا في شمال السودان 1916م وتلقي بها تعليمه الأولي ثم انتقل مع أسرته إلى أم درمان حيث درس المرحلة الوسطى. ثم التحق بكلية غردون بالخرطوم 1935م حيث عمل بضع سنوات موظفاً بإدارة السجلات في مديرية الجزيرة (ودمدني) ثم التحق في العام 1940م بكلية الآداب المدارس العليا حيث نال درجة في الآداب في 1942م. التحق أبو القاسم محمد بدري بالتعليم مدرساً بعد تخرّجه كما التحق بمكتب النشر 1948م وتدرج في الوظائف حتى أصبح مديراً لمكتب النشر 1960م ثم التحق كخبير باليونسكو ثم عاد مرة أخرى كمدير ومراقب لمكتب النشر حتى تقاعد في العام 1970م. لقد ظل الراحل أبو القاسم محمد بدري عضواً نشطاً في الحياة الثقافية في السودان منذ نعومة أظفاره.. ومنذ التحاقه بالتعليم العالي في كلية غردون 1935م حيث عمل محرراً في مجلة الكلية مساهماً بكتاباته الأدبية وإسهامه في الندوات والمحاضرات، حيث نشرت له مجلة الرسالة التي كان يصدرها الأستاذ أحمد حسن الزيات وهو أمر غير ميسور إلا لأديب متمكن. وبعد تخرّجه في كلية غردون التذكارية 1936م. كان أحد الأعضاء المؤسسين للجمعية الأدبية في ود مدني 1937م وفي الخرطوم 1943م وفي الأبيض 1945 وكانت الخطوة التالية في مدينة عطبرة 1946م. حيث حالت ظروف الوطن آنذاك دون قيامها. لأديبنا الكبير أبو القاسم محمد بدري، عدد من المؤلفات ولعل من أهمها وأشهرها كتابه الشهير المتفرد (الشاعران المتشابهان) الذي أصدره في عام 1954م مجرياً فيه المقارنة بين أشعار التجاني يوسف بشير ومعاصره الشاعر التونسي المشهور أبو القاسم الشابي ألا رحم الله الأديب الكبير أبو القاسم بدري وأجزل له بقدر ما أعطى لوطنه وبلاده.