الأستاذ عبد الباسط سبدرات وزير العدل رجل يستحق التكريم من جهات كثيرة أولها اتحاد الصحفيين، فهو الذي منع اعتقال أي صحفي ليلة الخميس حتى لا يمضي الخميس والجمعة في السجن، مع مرتادي الإجرام في حراسات لا تليق بالمقبوض عليهم في قضايا النشر، والتي كان سجن الصحفيين فيها يتم من باب الكيد بالخميس، كما أنه هو الذي جعل للصحافة نيابة مختصة ووقف كثيراً مع حرية النشر والناشرين.. كما يستحق التكريم من اتحادات الغناء فهو الشاعر الذي لم يتنكر على الوسط الذي قدم فيه أروع الأغنيات، فقد ظل سبدرات صاحب المبادرات الأوسع والأكثر في علاج الدولة للمبدعين وفي معاودة المرضى ومساندة قضايا الإبداع، وكذلك يستحق سبدرات الثناء على أدواره في الانفتاح الذي تم قبل اتفاقية السلام، وهو الذي ظل في تواصل مستمر مع الكيانات السياسية المختلفة... ويعد من أميز وزراء الإنقاذ بامتلاكه لكاريزما الوزير في زمان جاءت فيه الموازنات بكثيرين لم يملأوا كراسيهم، ليمضي بعضهم دون أن يترك أثراً بينما بقي كثيرون دون أن نعرف عنهم شيئاً.. أما سبدرات فقد ظل الحاضر الفاعل في كل موقع حل فيه، فعندما كان وزيراً للإعلام كان للوزارة حضورها وأثرها، وعندما صار وزيراً للتربية لم يكن التهريج الحالي في العملية التعليمية موجوداً، وعندما صار وزيراً للعدل كانت بصماته واضحة.. فالرجل تسنده خبرة سنوات طويلة ومعارك سياسية عجمت عوده، وتقلب أنظمة عليه وسع أفقه وفهم قانوني قوى حجته، وشاعرية جعلت من الخطابة أهم سماته، ولهذا استحق سبدرات البقاء طويلاً في الوزارة.. وما أقوله عنه لمسته من المتابعة فأنا لست من أصدقائه الإعلاميين الكثر، والمرة الوحيدة التي اتصل بي فيها كانت أيام وفاة والدي عليه الرحمة ليعزيني فيها، دون أن تكون بيننا علاقة سابقة ولكنه هكذا رجل اجتماعي من الطراز الأول، لم تغيره الوزارة فتجده سباقاً في الأحزان والأفراح متواضعاً بروح الرياضة التي تشبع بها.. برافو سبدارت فإنك أحق بالتكريم من كل شيء ويجب ألا يثنيك شيء عن مواصلة عطاء لم ينقطع، فالرجل العام مصاب وقد عرفناك معجوناً بالتجارب التي حصنتك من كل ما يوهن.