بات المصير الغامض يكتنف مشاركة فرقنا الثلاثة ..أفريقيا..بل صار ثلاثتهم عند مفترق الطرق ..إما التقدم أمام أو التقهقر والأكتفاء بالقليل من الإنجاز على خلاف ما كان يحدث في الأعوام الثلاثة الأخيرة. عند حد السقوط يقف ثنائي القمة ..ومصير الكونفدرالية يستقبلهم عند أبواب الإنتظار ما لم يرتفع الطموح وتتغير النتائج. مهمة المريخ صعبة جدا ..تنتظر المريخ بالقلعة الحمراء ..حيث يتطلب من لاعبيه أن يقهروا الترجي بالتونسي بأربعة أهداف نظيفة ..حتى يتقدموا على حسابه إلى دوري مجموعات أفريقيا التي عادوا للظهور إليها بداية من العام الماضي. ومهمة الهلال تبدو شاقة جدا ..لأن المطلوب من لاعبيه فرض الخسارة على الإسماعيلي المصري بأرضه ووسط جمهوره على غرار ما فعل لاعبو الأسماعيلي عندما قهروا الهلال هنا بإستاده بهدف محمد حمص القاتل. أما الأمل ..فيحتاج لاعبوه إلى عزيمة فوق المعتادة من أجل المحافظة على تقدمهم على شباب بلوزداد الجزائري بهدف نظيف دون رد ..أو قبول أي خسارة يكون من ضمنها الهدف المحرز بإستاد عطبرة..وهي مهمة تبدو أسهل بكثير من مهمة ثنائي القمة. وسيكون من المدهش حقيقة هو أن يتقدم الأمل عطبرة ويمضى بعيدا في مشواره الذي بدأه ..على أن يلحق به ثنائي القمة المريخ والهلال إلى البطولة الأفريقية الثانية..وهذا يتقاطع بشكل ساخر مع واقع الأمل ووضعه المحلي مقارنة بالمريخ والهلال. إنها كرة القدم وجنونها ..ويمكن أن تحدث فيها أمورا تزيد من إثارتها وترفع من قيمتها كلعبة تنافس ذات خصوصية ..فهي تعطي دون مقياس ..وتأخذ أيضا دون مقياس ..فقط تعطي من يبذل ولا تأخذ منه أبدا. ما ننتظره من فرقنا الثلاثة ..هو الإستمرار كل في إتجاهه الذي سار عليه منذ البداية ..أي أن يتغلب المريخ على ضيفه التونسي ويقهره هنا بالقلعة الحمراء ..ويتعالى الهلال على جراج إمدرمان ويخرج رابحا لجولة الإسماعيلية ..وأن يحافظ الأمل على تقدمه الجميل على خصمه الذي يفوقه خبرة ودراية بخبايا ودروب البطولات الأفريقية ..شباب بلوزداد الجزائري. لا نريد سقوطا في أمتحان (العربي) ..الذي خضع له الثلاثي السوداني ..وننتظر مرورا بتفوق لتكون الفرحة شاملة كل الديار ..وهو ما يعني محافظتنا على سجلنا الرائع خلال الأعوام الماضية. حقيقة باتت سمعة فرقنا محترمة ..وكل من يأت إلى السودان يضع في حساباته الخسارة أولا ..ومن ثم يبحث عن أفضل الظروف بأرضه ووسط جماهيره..ومن غير اللائق أن نعود إلى زمان كانت تأتينا الفرق لنؤدي واجب الظهور أمامها ..وتتقدم على حسابنا قبل أن تلعب حتى. ü ثنائي القمة ..وإن خسر رهان دوري الأبطال ..فهناك رهان آخر ينتظرهما ضمن بطولة الترضية الأفريقية ..وإن كان الوضع أقل مما هما عليه الآن إلا أنها فرصة أخرى للأطلالة الخارجية ..ومحاولة جلب البطولات الخارجية. في نقاط خسر الهلال لأنه لم يحترم خصمه ..وتحدثت صحفه وكتابه عن سهولة المهمة ومعاناة الإسماعيلي ماديا وما إلى ذلك من أخبار ضارة. ومرة أخرى تلعب الصحف الرياضية دورا سالبا في نقل أخبار غير حقيقية عن خصوم فرقنا. أما في الجانب الإيمن فقد أتى لاعبو الأسماعيلي بقيادة الحضري وهم في كامل جاهزيتهم وبثقة نفتقدها بشدة عند لاعبينا. ويكفي ما ورد عن حارس المرمى الكبير عصام الحضري الذي وصف لاعبي الهلال بأنهم (شوية عيال) فهو لا يرمي إلى الإستفزاز بقدر ما يرمى إلى زرع الثقة بنفوس رفاقه. حتى وإن وصل ثنائي القمة إلى الكونفدرالية ..فهل ننتظر نتائج أفضل هناك أم مواصلة الخروج حتى النهاية.