من المظاهر الخطيرة التي تفشت في المجتمع وشوارع العاصمة المختلفة وأزقة أسواقها المختلفة.. هي ظاهرة إنتشار الدجالين والمشعوذين، وهم يفترشون الأرض يبيعون الأوهام للمواطنين.. وهو منظر مألوف وصورة عادية في حياتنا.. وأصبح تجمهر الرجال والنساء أمام هؤلاء بالشئ الطبيعي.. وهو خطر لا يقل عن الوبائيات التي تسعى الدولة لمكافحتها، ولعل الدجالين أخطر وأشد على المجتمع من الوبائيات، لأنهم يحاربون دين الله ويفشون الكفر بين الناس.. لأننا كما نعلم أن السحر والتعامل به كفر بيِّن.. والتعامل به يعني انصرافاً عن دين الله، وعن التوكل عليه، ويعني الإيمان القاطع بهؤلاء الفجرة.. وهذا ما يحدث الآن، فالكثير من ضعاف النفوس يتعلقون بالأوهام، وأصبح كل من أحس بمرض يحسب أنه مسحور.. وكل من فشل ابنه في الدراسة هو معيون.. وكل من فاتها قطار الزواج لديها عارض، وعن العوارض فحدث ولا حرج.. فالحكايات تحتاج إلي مجلدات.. فالوهم سيطر على كثير من الناس.. ونسي الناس التوكل على الله، ونسوا أن ما أصابهم ما كان ليخطئهم وما أخطأهم ما كان ليصيبهم. نعم السحر موجود، والعين موجودة، وكذلك الحسد.. ولكن العلاج ليس عند الدجالين والمشعوذين.. فالعلاج بالتضرع الى الله في كل الأوقات، وأخصها عند السحر، وفي الرقية الشرعية، وفي تلاوة سورة (البقرة) التي لا تستطيعها البطلة (أي السحرة)، وآخر العلاج الصبر عند الإبتلاء. إن منظر الدجالين في شوارع العاصمة لا يشبه المجتمع المسلم، ولا يشبه المجتمع السوداني المستنير.. الذي لا ندري ماذا أصابه.. وهل ما أصابه ذو صلة بالحرب الثقافية والإستلاب الفكري الذي يستخدم ضدنا.. أم أسباب أخري نجهلها.. على العموم ما يحدث هو شر مستطير، فالكثير من الأشياء تبدو غريبة، ثم تصبح في ما بعد من الأشياء الطبيعية.. فعلينا أن نشمر سواعد الجد ونعلن عليهم الحرب.. فهم يرتكبون الكثير من الجرائم الخطيرة في حق الدين والمجتمع.. وهم يقعون في طائلة مواد متعددة من القانون.. رغم أن رأي الدين واضح في حالتهم وعقوبتهم التي تصل حد الضرب بالسيف.. علينا أن نحمي مجتمعنا منهم ونحمي أجيالنا القادمة.. فكفانا خداع ب(التولة) وهي (العروق) التي يزعمون أن بعضها يجلب المحبة، وآخر الرزق، وآخر ضد الرصاص.. ولتشمر شرطة أمن المجتمع سواعدها ولسان حالها: الله أكبر على أعداء الدين من الدجلة والمشعوذين.