تتّجه الأنظار، بل والأسماع أيضاً، اليوم، للقلعة الحمراء بأم درمان، والتي ستكون مسرحاً ومعقلاً لمباراة القمّة بين الهلال والمريخ، في مباراة صحيح أنها مثلها مثل باقي المباريات، ينال الفائز فيها ثلاث نقاط، ولكنها مع ذلك تختلف؛ لأن للنصر في مثل هذه اللقاءات قيمة معنوية كبيرة، لمكانة الناديين الجماهيرية. حقيقة لقد تشابهت الظروف في الفريقين، فما إن اقترب موعد اللقاء، حتى سارع الفريقان إلى إعلان حالة الطوارئ القصوى، ودخلا معسكرين مقفولين، وكل منهما حاول حشد قوته الضاربة، من أجل الفوز، فكلاهما يملك الرغبة والطموح في الانتصار. المباراة صعبة على الفريقين، ومهمة للفريقين، ولذلك فهي لا تعرف أنصاف الحلول أو التهاون أو الدلع، هي مواجهة صعبة، والحظوظ متساوية. المباراة تكتسب أهمية قصوى وأكبر بالنسبة للهلال، فلو خسر الأزرق لاتّسع الفارق، وقفز لتسع نقاط بالتمام والكمال، ويصبح أمله ضعيفاً في المحافظة على بطولته المفضلة، إن لم يكن الأمل أصبح في (حيص بيص) ولذلك سيلعب الهلال ويقاتل حتى يتمكن من إيقاف القطار الأحمر. أمّا المريخ فيخوض تحدياً خاصاً، ويلعب وعينه على الإنجاز، يلعب من أجل استمرار الانتصارات، حتى يكمل الجولة الأولى بالعلامة الكاملة، بدون أي تعادل أو خسارة، لكنه يدرك جيداً أن مهمته لن تكون سهلة، فالهلال قطعاً لن يكرر الظهور الضعيف أمام حي العرب، ولن يلعب بالتهاون الذي لعب به أمام هلال كادوقلي. تدريبات ومناورات الفريقين شهدت منافسة شديدة، وخاصة بين اللاعبين، في محاولة للفت أنظار الجهازين الفنيّين، أملاً في دخول القائمة الرئيسة للمباراة، فمباراة القمة يتمناها كل النجوم، فكم من مباراة قدمت لاعباً على طبق شهيّ، وشهدت مولد نجوميته. وأخيراً فقد شهدت سماء القمة ارتفاع سقف التوقعات لمصلحة المريخ، قياساً بمظهر الفريقين الأخير في الدوري الممتاز، وصحيح أن معالم الهلال كانت قد ضاعت في بورتسودان، وغرقت في البحر، ولكن الصحيح أيضاً أن الهلال أمام المريخ يتحول لشيء آخر، هذا بجانب أنّ لقاءات القمة لا تخضع أصلاً لأية مقاييس منطقية، ودائماً ما تحمل معها مفاجآت غير متوقعة، وكل شيء جائز اليوم. في نقاط المباراة مهمة للهلال، وجماهيره الوفية سوف تسانده بشدة لأنها دائمة الظهور وقت الشدّة. الهلال مواجه بفريق تغلّب على كل منافسيه، ويعمل لتحقيق نهاية سعيدة للجولة الأولى. لعب الفريقان على الجانب المعنوي فضاعفا المكافآت، وصرف الهلال الكثير من المستحقات. بالرغم من إعلان إيقاف التصريحات مؤقتاً، فلم يكتفِ منسوبو الفريقين بالعمل في صمت، بل أطلقوا التصريحات العنترية، والتصريحات مرض في القمة، لا تستطيع الشفاء منه. عوّد الهلال جماهيره بأنه يعرف كيف يفوز، عندما يكون في أمسّ حاجة للفوز. الغلبة ستكون للأكثر هدوءاً وتوفيقاً وتركيزاً، فمن العريس ومن التعيس في قمة الخميس؟