ü كان رحيل مدرّب الهلال، كامبوس، مسألة وقت، بعد ثورة الغضب التي هبّت في مواجهته من جماهير الهلال، والكتّاب الذين يعشقون الأزرق، بعد أن تسبب في إخراج الهلال من بطولته الأفريقية المفضّلة، وكان من ضمن أولويات مجلس الهلال إقالة المدرب، والبحث عن بديل، خاصة بعد أن انتقده الرئيس صلاح بنفسه، ونال ذات الانتقادات من العمدة سعد، وقال عنه ما قال صديقي الطاش، الذي سدّد نحوه سهام النقد، بعد الخروج من الإسماعيليّة، وكانوا جميعاً محقّين، بعد أن تأكّد بأن البرازيلي ليس بقامة الهلال، وكان يهدّد ويزعزع استقراره الفنيّ، بعد أن أدخله في نفق مظلم أفريقياً، وكاد أن يلحق به ذات الضرر محلياً، لو لا فوز الفريق الأزرق على المريخ، وإيقاف زحفه المبكر نحو بطولة الدوري الممتاز. ü وظلّ تعامل كامبوس مع الهلال وجماهيره حسب الأجواء، فعندما انفجر خريف الغضب عليه من الجماهير، جاءت التطمينات من المدرب البلهواني ومجلسه، بأنّ منتصف يونيو هو موعد نهاية تعاقد المدرب مع الهلال، وبموجبه ينتهي عقده، ويغادر لبلاده، وتركيبة المدرب البهلوانية تجعله قادراً على تقديم الكثير من الذرائع والأسباب لعودته لبلاده، متعللاً بالظروف الأسرية، كلما كانت الأجواء ساخنة، أو حدث إخفاق في سداد مستحقاته، ليحدثنا بعد المباراة عن تسريح اللاعبين، وموعد عودتهم، واستعداد الفريق للبطولة الكونفدرالية، في إشارة واضحة بأنه لا زال متمسكاً بالاستمرار في تدريب الهلال، بمجرد فوز الفريق على المريخ، وكأن الانتصار في مباراة يمكن أن تعدّل صورة المدرب وتحسنها، وتجعل المجلس يتراجع عن عدم التجديد له. ü لقد دخل الفريق الأزرق المباراة بدوافعه، ودافع لاعبوه باستماتة، في مواجهة انتقادات جماهيرهم وصحافتهم، ولعبوا لإثبات ذاتهم، وكانوا عند حسن الظنّ بهم، وهو انتصار كان لمجلس الإدارة، ورئيس النادي بصفة خاصة دور كبير فيه، بعد أن عزف المجلس على الوتر النفسي للاعبين، وعزّز من دوافع فوزهم. أمّا كامبوس فتعامل مع المباراة بين المزاح والجدّ، فبعد أن كان الفريق يلعب الكرة الهجوميّة، وسبّب ثنائي المقدمة امبيلي وسادومبا صداعاً حاداً لمدافعي الأحمر، وظلوا يرتبكون لحظة بعد لحظة حتى اقترب موعد الهدف وفي هذا الوقت بالذات كان التغيير للثنائي، دفعة واحدة، قراراً محفوفاً بالمخاطر ومغامرة غير محسوبة لو لا اقتناص مهند وكاريكا لهدفين بالكربون. ü إن كامبوس لا يستحق التجديد بعد أن حرق أعصاب الجماهير، وبعد أن ظل إبعاده مطلباً للاعبي الهلال واستغرب اين الظروف الأسرية التي كان يتعلل بها ويؤكد انها تحول دون استمرار بقائه في السودان، فكيف زالت هذه الظروف بمجرد فوز صنعه اللاعبون بقدراتهم العالية، وإصرارهم الشديد على تعديل الصورة، ولم يكن لكامبوس أي دور، بل كاد بالتغيير أن يتهدد الفريق ويسلب أنيابه.