* الأسبوع الماضي كان مختلفاً في كل شيء واحتوى على فجيعة الحزن.. ونشوة الفرح والطرب.. ولا يمكن تلخيص هذا الأسبوع في بعض مفردات والتي كعادتها تختار الهروب عندما نكون في أمس الحاجة لها لتعبر عن ما يكمن في دواخلنا من إحساس.. ولكنها تهرب للترك لنا الصمت والحيرة والدهشة.. وبعض مفردات خجولة المعنى. * لقد كنت سعيداً وفي نشوة من الطرب والجمال مع سحر النغم والموسيقى سابحاً مع مجموعة دق الطبول للإيقاعات التراثية السودانية وسائحاً مع جمال تلك الإيقاعات التي تعكس ثقافات مناطق مختلفة من أرجاء هذه البلاد نتمايل أحيانا مع الراقصين والراقصات من الفرقة مع تراث كل منطقة كانت ليلة للسياحة ونحن في أماكننا.. لأن المجموعة نقلت لنا الإحساس صادقاً ومعبرا. * من النادي العائلي إلى الصالة المغلقة بنادي الضباط, سرنا وسِحرُ الموسيقى يداعب الخطوات, هنالك الأجواء كانت مختلفة ولكن الإحساس بالجمال كان واحداً فقد قدمت فرقة د. الفاتح حسين الموسيقية أمسية أشبه بالخيال وروعتها امتدت حتى آخر لحظاتها عندما عزفوا لنا أغنيات وردي وعثمان حسين والأمين عبد الغفار والعندليب الأسمر زيدان إبراهيم.. جعلت عدد من الحضور ودونما وعي منهم يرقص ويصفق ويغني أحيانا. * ولكن صباح الثلاثاء أوقف تدفق شلالات الفرح, حينما نعى الناعي رحيل مبدع آخر من مبدعي هذه الأرض الطيبة وسقطت الدمعات حزينة فبكى الناس وقبلهم بكى الوطن لفقده نخلة طيبة تعطي الحب ظلاً وريفاً وثماراً تشبع الجوعى و(التعابة).. محمد الحسن سالم حميد هو تلك النخلة وذاك الرمز.. رحل دونما استئذان.. فودعه الشعب في غياب لمن يقولون أنهم لواءات للثقافة وفي وداع حميد جاء الشعب وسقطت الأقنعة. * واكتسى ختام الأسبوع بالحنان والمحبة العميقة الصادقة.. كان الحديث فيه لنبع الحنان و(ست الكل) احتفل كل على طريقته.. ففي الوقت الذي اختار فيه بعضهم الدموع لفقدهم (قربها) ومن قست عليهم الظروف ببعدهم عنها جسداً لا روحا, كان البعض يبكي حباً وفرحاً بيوم (ست الحبايب) ويقبل يدها.. وعلى الرغم من أنها تأتي متأخرة أقول لكل الأمهات (كل عام وانت بخير يا ماما) وللأمهات اللاتي رحلن عن الدنيا.. ندعوا لهن بالرحمة والمغفرة وأن يسكنهن الله فسيح جناته.