بالعودة بالذاكرة إلى الموسم الماضي حققت كرة القدم السودانية تطورا ملحوظا على الصعيد القاري.. فبعد مشاركة منتخبنا الاولمبي بالتصفيات الاولمبية المؤهلة لاولمبياد لندن 2012 وتحقيقه لنتائج إيجابية بإقصائه من طريقه المنتخب الأثيوبي، ومن ثم عاد وحقق مفاجأة من العيار الثقيل بتخطيه عقبة المنتخب الغاني.. واصل منتخبنا الاول السير على ذات الدرب وفرض اسمه بقوة بسماء كرة القدم الافريقية بدءاً منذ التصفيات المؤهلة للنهائيات الافريقية وحجزه لمقعده بالكان في الوقت الذي أجبرت فيه منتخبات كبيرة للخروج من الباب الخلفي للتصفيات مروراً بالمشاركة الرائعة لصقور الجديان بالكان الاخير, لتستمر هذا العام صحوة الكرة السودانية واقتربت أنديتنا الأربعة المشاركة فى البطولات الأفريقية (الهلال, المريخ, الأهلي شندي, والأمل عطبرة) من تخطي الدور الأول والتأهل إلى الدور الثاني من خلال النتائج الإيجابية التي حققتها خارج القواعد في مباريات ذهاب دور ال 32. ففي بطولة دوري الأبطال خرج «المريخ» متعادلاً أمام مضيفه «بلاتينيوم» الزيمبابوي بهدفين لكل فريق خلال المباراة التي جمعتهما في العاصمة «هراري» بعد أن تقدم الزعيم مرتين أثناء اللقاء عن طريق الأوغندي «موتيابا» فى المرة الأولى ثم «سعيد مصطفى» في المرة الثانية، وهي نتيجة تكفي «المريخ» للتأهل إلى الدور الثاني في حال التعادل السلبي أو التعادل بهدف لكل فريق في استاد «المريخ» في مدينة «أم درمان» حسب قانون الهدف في أرض الخصم الذي يتبعه الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «الكاف». أما فريق «الهلال» فقد تمكن من سحق خصمه «دي اف سي» من أفريقيا الوسطى بثلاثية نظيفة فى المباراة التي لعبت في العاصمة «بانغي» محققا بذلك أحد أكبر الانتصارات للفريق الأزرق خارج أرضه , سجل أهداف «الهلال» كل من «كاريكا» والزمبابوي «إدورد سادومبا» هداف دوري الأبطال في العام الماضي و»بكري المدينة»، وبذلك يصبح الفريق في حكم المتأهل قبل مباراة الإياب فى استاد الهلال بمدينة «أم درمان». أما في بطولة الكونفدرالية فتمكن «الأهلي شَندِي» من تحقيق الانتصار على فريق «فيروفيارو» الموزمبيقي فى المباراة التي لعبت فى موزمبيق بهدف للنيجيري «ايكي فرانسيس» في أول مشاركة للأهلي في البطولات الأفريقية، وهو الأمر الذي يسهل المهمة على «الأهلي» فى لقاء الاياب فى مدينة «شندي» بينما فريق «الأمل عطبرة» فتمكن من نيل التعادل أمام فريق «هوانج» الزيمبابوي بهدف لكل فريق بعد أن كان متقدماً عن طريق لاعبه «أدم ساير، الفهود يُعد الضلع الثالث للكرة السودانية حالياً وبحسب نتيجة مباراة الذهاب يملك حظوظا أكبر من خصمه للتأهل إلى الدور الثاني عندما يستضيفه فى مباراة الإياب فى مدينة «عطبرة» شمال السودان. وإذا ما نجحت الأندية الأربعة من التأهل إلى الدور الثاني ستكون هي المرة الأولي التي تتمكن فيه أربعة أندية سودانية من الوصول الى دور ال 16 لتضرب موعداً مع التاريخ. لتضع تلك الإنجازات العديد من علامات الاستفهام لمتابعي وعشاق الكرة السودانية, عن الأسباب التي قادتنا إلى هذا التطور حيث يرى المدرب الوطني محمد الطيب مدرب نادي الرابطة كوستي الحالي والمدرب السابق للعديد من الاندية المحلية بأن أهمية وجود الدوري الممتاز كمنظومة ثابتة يكمن وراء هذا التطور. وأكد الطيب أمس ل (الأحداث) بأن علاج الاخطاء التي لاحقت الممتاز منذ انطلاقة وإلى الآن سببت هذه الصحوة ومضى: مع مرور الزمن على الممتاز لم تكن البطولة قوية بالدرجة التي تمكننا من منافسة كبار القوم بالقارة الافريقية لكننا استفدنا من أخطاء السابق ومن الطبيعي مع مرور الوقت ان يلقي الممتاز أثره الايجابي على كرة القدم السودانية وما يحدث الآن من تطور هو إفراز حقيقي لتطور الكرة السودانية، لكننا مازلنا بحاجة لتطوير البطولة للافضل فالاحتراف يطرق الأبواب لذا على الشركات والمؤسسات والافراد التوجه إلى أندية ولاياتهم لتطويرها فلو حدث ذلك فدون شك ستلقى بطولة الممتاز تطورا أكثر وأمامكم السيد صلاح إدريس وما فعله بنادي الاهلي شندي. وكما هو معلوم فكرة القدم والتي تعتبر اللعبة الجماهيرية الاولى في العالم إذا لم وجدت المناخ الملائم والاهتمام الكافي من قبل القائمين على أمرها فذلك دون شك لن سيقودها للتطور وهو ما ذهب اليه محدثي الكابتن الضو قدم الخير لاعب منتخبنا الوطني وفريق المريخ الاسبق والمدرب الحالي للاندية السنية، مشيداً بالاهتمام الذي أولته الدولة مؤخرا بكرة القدم وقال الضو أمس: لابد من الاشادة بالدولة ممثلة برئاسة الجمهورية وجميع إدارات الاندية التي هيأت مناخا مناسبا للاعبين والجهاز الفني.. وأعتقد ثقافة الاهتمام الكبير الذي توليه إدارات اندية القمة لفرقها انتقلت لباقي الاندية من قيام معسكرات خارجية وتوفير أجهزة فنية على قدر عالي من الاحترافية مما أدى لتطور بقية الاندية وأسهم ذلك التطور بتطور الممتاز لتظهر نتائج هذا التطور على الكرة السودانية بوجه عام. وزاد: أمر طبيعي أن تظهر أنديتنا الاربعة بشكل جيد بالبطولات الافريقية.. وبغض النظر عن قدر الاهتمام الذي تجده الاندية إذا زاد حجم هذا الاهتمام فدون شك ستلقى كرة القدم السودانية تطورا أكثر.