مجموعة من الصبية والأطفال (يبحتون) أكوام من الحديد وقارورات المياه الغازية الفارغة بالإضافة لكل ماله علاقة بالحديد يجمعه الصغار في جوالات بعد رحلة من البحث والتجوال في شوارع الأحياء والمدينة ومن بعد يأتون به الى مركزهم الرئيس في تلك المنطقة الواقعة شمال أم درمان وبالقرب من مدينة الفتح أو القرية كما يسمونها. وتعد تجارة الخرد من أكثر أنواع التجارة التي وجدت رواجاً كبيراً في الآونة الأخيرة خاصة وأن العاملين فيها والمشتغلين بها غالبيتهم من الشباب ليس لهم من رأس مال أو ممول أو رب عمل سوى سعيهم الحثيث وتجوالهم الدائم في الأزقة والحواري والمدن باحثين عن قطعة حديد أو ما يمكن أن يستغني عنه أصحاب البيوت وبعض الأسر خاصة تلك التي تقوم بتجديد أثاثاتها بعد كل فترة أو من حين الى آخر, وعن انتشار وازدهار هذا النوع من التجارة يقول خالد صديق: إنها رائجة خاصة في الأحياء الشعبية فنحن على سبيل المثال كثيراً ما نشاهد الصغار يحملون الجوالات ويجوبون الشوارع في منطقة خور أبوعنجة باحثين عما يرونه مفيداً وإن كان غيرهم يراه بغير ذلك, ويضيف خالد الأمر في مجمله يمثل مصدر دخل لهؤلاء الصبية الصغار خاصة أولئك الذين لم تعنهم ظروف أسرهم وضغوطات الحياة على إكمال تعليمهم, كما إن العمل في هذا النشاط يقيهم الكثير من المشقة والعنت مما يمكن أن يواجههم اذا ما اختاروا عملاً بديلا. وعن اتجاه الصبية لأماكن بعيدة في العاصمة وأطرافها لتجميع تلك الحاجيات يقول: ليس بالضرورة أن يتم تجميع ما يحصل عليه الصغار والمتجولون في أقاصي المدينة فبمقدورهم أن يجتمعوا في أي من ورش كبار التجار الذين يبيعونهم الخرد, وأضاف بعضهم يفضل تصنيف وترتيب ما يحصل عليه أثناء اليوم قبل أن يقوم ببيعه للتجار الكبار فيخرج ما يمكن أن يعود عليه بالنفع, ومن بعد يصنف الحديد لوحده والنحاس وعلب المشروبات وغيرها من بقية الاشياء حتى يسهل عليه تقييمها ومعرفة عائداته منها, وفي الغالب تباع تلك الخرد بالكيلو حيث لكل سلعة ثمنها فسعر النحاس يختلف عما سواه وهكذا. وعند الجبل تتجمع عربات الكارو ويتوافد العاملون في الخرد ليكشفوا عما حصلوا عليه في يومهم ويبدأون رحلة التصنيف قبيل الشروع في بيع المحصول.