أدانت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية معرض الفنان الإسباني بابلو بيكاسو المقام في مدينة نوفوسيبيرسك، لاحتوائه على أعمال فنية إباحية. وقال المتروبوليت تيخون الذي أعرب عن عدم رضاه بإقامة المعرض في مدينة نوفوسيبيرسك الواقعة على بعد أكثر من 3 آلاف كيلومتر عن العاصمة موسكو: « لقد تمّ إطلاق اسم «إغواء» على المعرض. لست أدري إغواء مَن يريدون. وبالتأكيد، كان أهالي المدينة قدموا شكوى إلى وزير الثقافة، إلاّ أنه لم يرد منه شيئاً حتى الآن». مضيفاً: «أن هذا المعرض تم منعه في جميع أنحاء العالم، ولم يسمح بإقامته حتى في موسكو. إنه يقام في مدينتنا فقط. وبالمناسبة، يقال إن المعرض خاص بمن لا تقل أعمارهم عن 18 عاماً، لكنهم، في الوقت ذاته، يروّجون له في كل مكان، سواء من خلال الإعلانات التلفزيونية، أم في الباصات». وفي لقاء له مع رئيس بلدية المدينة التي تحتضن المعرض، فلاديمير غوروديتسكي، تحدث تيخون عن معرض بيكاسو الذي يضم أكثر من 100 عمل فني في الحفر «الغرافيك»، تم اختيارها وعرضها من بين مجموعة أعمال الفنان المثيرة للجدل، والتي أطلق عليها «جناح 347»، قائلاً: «يقولون إن هذا المعرض الذي يحتوي على أعمال في غاية الإبداع، سوف يوسّع من مدارك أهالي نوفوسيبيرسك. لكن.. ما هو الجديد الذي يقدمه هذا المعرض؟». وأنجز بيكاسو أعماله هذه، والتي يبلغ عددها 105 عمل فني، من ضمن مجموعة «جناح 347»، التي رسمها ما بين مارس/ وإكتوبر من عام 1968، عندما كان يبلغ من العمر 87 عاماً. ويشير مدير المعرض فيكتور غيتن إلى: «أن البعض ممن زار المعرض يقول إنه يخدش الحياء. ولكننا يجب أن نأخذ في الاعتبار السياق التأريخي. ما الذي كان يحدث في أعوام الستينات؟ لقد كانت الثورة الجنسية في أوروبا في ذروتها، آنذاك». وحسب قوله: «أن بيكاسو لم يحاول أن يشارك في احتجاج الشباب فقط، بل أن يسبق، بصورة ما، الزمن الذي كان يعيش فيه». ويحتوي المعرض الذي افتتح في 15 فبراير ويستمر حتى 22 من شهر أبريل الحالي، على العديد من الأعمال الأباحية، والمشاهد الجنسية الاستفزازية، لمجموعة من الشخصيات الميثولوجية، والفنانين من ألعاب السيرك. ومن المؤمل أن ينتقل معرض مدينة نوفوسيبيرسك، الذي احتضن أكثر الأعمال الحفرية المعبرة، والمثيرة للجدل، والإباحية، للرسام العبقري، الذي يكن له الروس كل التقدير والإعجاب، إلى مدينة تومسك، ومدن روسية أخرى. وكان بيكاسو قد كرّس جلّ وقته، وعلى مدى 204 يوماً، بين 16 مارس و5 أكتوبر من العام 1968، لفن الحفر «الغرافيك»، بمساعدة الشقيقين آلدو وبييرو كروميلينك، حيث افتتحا مشغلاً في مبنى لمخبز قديم بالقرب من مكان إقامة بيكاسو في كوجان بفرنسا. ويعد «جناح 347»، بالنسبة لأصحاب الاختصاص، اليوميات الشخصية للفنان بيكاسو، في نهاية أعوام الستينات، وهي أيضاً، بمثابة مزيج من الخيال واعترافات سيرة ذاتية، حيث نرى الفنان، من خلال أعماله هذه، متنكراً في صورة الآلهة فون، آلهة الحقول والقطعان عند الرومان تارةً، أو على شكل مهرج، تارةً أخرى.