تعرف الدواية عند أهل الخلاوى وطلاب العلم بكثرة استخدامها فهي الوسلية الوحيدة للكتابة على الألواح التي تعد من أدوات التعليم في مثل هذه الأماكن التي ترتبط بالعلم, وهي عبارة عن إناء صغير يوضع فيه الحبر الذي يكتب به الشيخ وتلاميذه على الألواح ليلقنهم تعاليم القرءان وتفاسيره بالاضافة لللعلوم الاخرى التي تتعلق بأمور الدين. ويصنع الحبر الذي يكتب به الشيخ وحيرانه (من الحوار ويعرف الحوار» عند العرب بابن الناقة الذي تعلق بها من مولده لفطامه لذلك اطلق على الطلاب والتلاميذه والمريدين وهو ما يريده الآباء لأبنائهم في علاقتهم بمشايخهم بصلة وقربى لا تنتهي ابداً. الذين يفترشون الأرض ويستمعون اليه في إنصات وخشوع وادب جم ممن يريدون الاستزادة من علمه ومعرفته من (السكن) الذي يكسو الصاج الذي تصنع عليه النسوه الكسرة التي تعد من الأكلات الشعبية التي يتناولها اهل البادية والأرياف بكثرة لا غنى عنها في كثير من المناطق الطرفية. ويقول الفاتح عمر سيد في حديثه ل»منوعات الأحداث» عن تحضير (حبر الدواية): يتم استخلاصها من (الصاج) وخلطها بقليل من الصمغ والفحم النباتي الذي يطحن جيداً لتمزج جميعاً مع بعضها البعض وتوضع لفترة حتى تتماسك ومن ثم تصبح جاهزة للاستعمال من قبل الطلاب وشيوخهم, وتستخدم الدواية عادة في كتابة الآيات القرآنية على الالواح الخشبية التي تنتشر عند اهل العلم وطلاب المعرفة في الخلاوى خاصة ويزداد استعمالها ويكثر استخدامها وهي من الأدوات التعليمية الرئيسية في تلك الأماكن. ومضى في حديثه قائلاً: ولعل من المشاهد التي تختزنها ذاكرة الكثير من السودانيين مشهد الشيخ الوقور وهو يتوسط حلقة تلاميذه الذين يحيطون به ويتحولقون حوله من كل جانب انتظاراً لنصائحه وتوجيهاته وإرشاداته كل يريد أن يمنح لوحه للمعلم ليصحح ما كتب. كما تستخدم الدواية بحسب الشيخ عبد القادر أحمد يوسف في كتابة العلاج بالقرءان مثل (المحاية) التي تعطى لمن يبحثون عن الشفاء فيكتب لهم الشيوخ المحاية وهي من الاساليب العلاجية الشائعة الاستخدام في السودان خاصة عند من يعتقدون في التداوي بمثل هذه الطرق. ولذلك فهي من الادوات المعروفة عند من تربطهم صلات بالمشائخ واهل العلم والقرءان ومن الاقوال الشائعة عن استخداماتها (الدواية... للمحاية والقراية) لأنهما من اكثر الاشياء التي يستعان بها لقضائهما.