كشفت الحكومة عن ارتفاع أعداد المتأثرين بالنزاع بولاية جنوب كردفان جراء الهجوم الذي شنته قوات الجيش الشعبي الأخير على هجليج وتلودي، إلى نحو (30) ألف متأثر، وأعلنت منظمات وطنية تسيير قوافل لتلافي الأوضاع الإنسانية هناك. وقالت وزير الرعاية والضمان الاجتماعي أميرة الفاضل خلال اجتماع مع المنظمات الإنسانية الوطنية: إن الهجوم الأخير أفرز واقعاً ملحاً يتطلب تضافر الجهود من قبل المنظمات لتقديم المساعدات للمتأثرين. اعتبرت أن الواقع الإنساني الجديد بالولاية يمثل تحدياً أمام المنظمات الوطنية لتقديم المساعدات، غير أن مفوض العون الإنساني سليمان عبدالرحمن وصف الأوضاع الإنسانية بالولاية بالمستقرة عقب التدخلات الإنسانية التي دفعت بها الحكومة، نافياً وجود حالات سوء تغذية وسط المتأثرين، فيما دعا نائب رئيس الجمهورية الحاج آدم حكومة دولة جنوب السودان لالتزام حدودها والتعامل بمسؤولية، والكف عن دعم المتمردين. وأشار إلى أن الخرطوم تتفاوض مع دولة الجنوب بإرادتها، مطالباً جوبا بتنفيذ الاتفاقات التي وقعتها مع السودان، واحترام المواثيق والأعراف الدولية. ودعا نائب الرئيس، في احتفال تخريج طلاب جامعة النهود بولاية شمال كردفان كل الحركات المسلحة للتفاوض حول الدستور القادم الذي يفضي إلى كيفية حكم السودان. وناشد حاملي السلاح لنبذ العنف والدخول في العملية السلمية. ووصف الحرب في جنوب كردفان بال(مفروضة) على السودان، مشيراً إلى أن السودان ما زال في حالة دفاع عن نفسه، والحكومة جاهزة للتعامل مع كل الاحتمالات. بالرغم من أن البلاد شهدت زيارة وفد رفيع المستوى من دولة الجنوب إلى الخرطوم منتصف مارس الماضي عقب التوقيع على اتفاق أديس الاطاري بين البلدين. بيد أن الغيوم ما لبثت أن لبدت سماء العلاقة بين البلدين الأمر الذي أدى إلى تصاعد الأمور خلال الأيام الماضية بين الخرطوموجوبا بدرجة كبيرة. الشاهد أن الأجواء بين الدولة الام والأخرى الوليدة بات قاب قوسين أو أدنى من انفجار شامل وفق مستشار وزير الإعلام د.ربيع عبدالعاطي الذي حذر حكومة جوبا من مغبة اقحام المنطقة بأكملها في حرب شاملة. وأكد عبدالعاطي القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم إن معطيات الاحداث تسير في اتجاه مواجهة عسكرية شاملة بين دولتي السودان وجنوب السودان. وأضاف في تصريحات ل(بي بي سي) أول امس أن الجيش الشعبي التابع لحكومة دولة جنوب السودان" قد أعلن الحرب بالفعل مع الشمال. وقال:(بالتأكيد هذه حرب وتسير باتجاه مواجهة شاملة بين شمال السودان ودولة الجنوب). ورفض عبدالعاطي بشدة تصريحات حكومة الجنوب القائلة بأن قواتها تدخل في مناطق تابعة لها وليس للشمال. وبالمقابل أكد المتحدث باسم جيش جنوب السودان فلييب اقوير أن قواته تصدت لهجوم من القوات المسلحة السودانية في منطقة (ابينوم) في ولاية الوحدة. وقال اقويرل«الشرق الأوسط» إن المعارك كانت في مناطق داخل أراضي الجنوب وتصدت لها قوات الجيش الشعبي وطاردت القوات السودانية التي دخلت منطقة هجليج، مشيرا إلى أن القصف الجوي من سلاح الجو السوداني بدأ في الساعات الأولى من الصباح واستمر حتى ما بعد الظهر، وقال «بعدها دخلت قوات المشاة للجيش السوداني بريا بست عشرة دبابة وحاولت الدخول إلى مناطق النفط وتم التصدي لها وطردها إلى منطقة (هجليج)، وأضاف أن المعارك ما زالت دائرة في تلك المناطق. وفي اطار تلافي والحد منها الأزمة أكدت وزيرة التوجيه والتنمية الاجتماعية بولاية الخرطوم الاستاذة مشاعر أحمد الأمين الدّولب أهمية دور مفوضية العمل الطوعي والانساني في تنسيق العمل الطوعي ودعم المجتمع المدني فيما يقومون به من عمل كبير مكمل لجهود الدولة في المجال الاجتماعي بمختلف نشاطته (الرعاية الاجتماعية والصحية، التعليم، المياه، والتنمية المستدامة)، جاء ذلك لدى اجتماعها صباح الأمس بمفوضية العمل الطوعي والانساني ولاية الخرطوم وإداراتها المختلفة، وذلك لانفاذ خطة مفوضية العمل الانساني. وأكدت الوزيرة مشاعر الدولب ضرورة متابعة انفاذ قرار الرئيس لسودنة العمل الطوعي من خلال بناء قدرات المنظمات الوطنية و التدريب والتدريب المتقدم، مشيرة لضرورة تطوير التشريعات والقوانين الخاصة بتنظيم ودعم جهود العمل الطوعي وإكمال البناء المؤسسي للمفوضية حتى تتمكن من القيام بمهامها في ظل تزايد اعداد المنظمات وتطور النشاط الذي يقوم به المجتمع المدني. وناقش الاجتماع الاجراءات الآنية والمستقبلية الخاصة بالعودة الطوعية للجنوبيين، وتوفيق أوضاع المقيمين بالتنسيق مع المركز القومي للنزوح واللجان المختصة بوزارة الداخلية. ومن جانبه تحدث الاستاذ محمد السناري مصطفى مفوض العمل الطوعي والانساني بالولاية على مقدرة المفوضية في تحقيق اهدافها كما أوضح بأنه تم تكوين غرفة طوارئ خريف 2012 لدرء آثار الكوارث المتوقعه، وذلك بالتنسيق مع الدفاع المدني والمنظمات الوطنية والدولية وتوزيع الكوادر على مستوى المحليات.