في تطور مفاجئ وصل مقر المفاوضات بأديس أبابا أمس قادة الحركة الشعبية بقطاع الشمال مالك عقار وياسر عرمان ودخلا في اجتماع امتد لأكثر من ساعة مع رئيس آلية الوساطة الإفريقية ثامو امبيكي، ورفض عرمان الإدلاء بأي تصريحات عقب الاجتماع واكتفى بالقول اللقاء اكتمل بعد دعوة من رئيس آلية التفاوض الإفريقية. وبحسب مصادر مأذونة هاتفتها "الأحداث" في مقر التفاوض فإن قيادات قطاع الشمال تعتبر جزءا من قرار مجلس الأمن الأخير الذي دعا الحكومة للتفاوض معه وحسم الأزمة في منطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق. واستبعدت المصادر عقد محادثات مباشرة بين الوفد الحكومي وعقار وعرمان تحت رعاية الوساطة لكنها توقعت تدخلا من رئيس الوزراء الأثيوبي ملس زيناوي لتسهيل محادثات غير مباشرة في الوقت الحالي على أن يجلس مفاوضو الخرطوم مستقبلا مع قادة قطاع الشمال للتفاوض المباشر "سوداني – سوداني" لبحث تنفيذ الاتفاقيات السابقة. ولم تستبعد المصادر التفاوض بين الطرفين على أساس اتفاق 28 يونيو 2011 المبرم في أديس بين مالك عقار ونافع علي نافع. إلى ذلك يتوجه وفد عال المستوى بقيادة وزير الدفاع الفريق عبد الرحيم محمد حسين ووزير الداخلية إبراهيم محمود ومدير جهاز الأمن الفريق محمد عطا على متن طائرة خاصة إلى أديس لابتدار محادثات مع نظرائهم في دولة الجنوب الذين وصلوا مقر التفاوض أمس ، وينتظر تدخل اللجنة الأمنية السياسية المشتركة في اجتماع مغلق مع مفاوضي الخرطوم للإحاطة بجدول التفاوض والأجندة، والمشاروات التي التأمت خلال الأيام الماضية ، على أن تلتئم بعد الظهر الجلسة المشتركة مع النظراء في دولة الجنوب بحضور الوساطة الإفريقية. وأعلن عضو وفد الحكومة المفاوض مطرف صديق في تصريح للإذاعة اللجنة معنية بالتحقق من وقف العدائيات ودعم الحركات المسلحة المعارضة في البلدين أو إيوائها وتحديد المنطقة العازلة بين البلدين وكيفية إنشاء الآليات التي تشرف على تنفيذ هذه الأجندة، مشيرا إلى اللجنة الإشرافية المشتركة الخاصة بأبيي ستنعقد بعد غد الخميس لتكملة ما تم الاتفاق عليه من قبل لإنشاء إدارية أبيي والمجلس التشريعي والشروع في تكوين البوليس المشترك لمنطقة أبيي ومعالجة أوضاع النازحين بالمنطقة.