حلفاوياً خالصاً هو السكرتير السياسي للحزب الشيوعي أختير لأنه ينتمي للفكرة حتى النخاع ، فكان محمد مختار الخطيب هو خليفة السكرتير السابق الراحل محمد ابراهيم نقد ، حسب قرار مركزية الحزب التي كانت حاسمة أمس في تحميل الخطيب مسؤولية القيادة خلال المرحلة المفصلية المقبلة . وفي خطوة اعتبرت وبكل المقاييس انتصارا للحرس القديم في الحزب تأكيداً فيما يبدو لتمسك المركزية بنهج الشيوعيين القدامى في المصادمة والمقاومة. والخطيب البعيد عن أضواء الإعلام يعتبر من اوائل قادة إضراب عموم نقابات الفنيين في السودان في العام 1978 إبان النظام المايوي بقيادة الراحل المشير جعفر نميري الامر الذي قادة إلى المعتقلات مرات عديدة أبان حكم عبود ونميري، كل تلك الصعاب قادته لتأسيس تجمع نقابات العاملين بمؤسسة حلفاالجديدة الزراعية في 70- 1971م. الخطيب المولود في العام 1942 كان آخر مرشح للحزب من الدائرة (11) حلفاالجديدة للمجلس الوطني ممثلا للمنطقة ونصيرا للمزارعين، حيث تخصص الخطيب في الهندسة الزراعية التي عمل بها سنين عددا الى أن وصل المعاش بعد ان تزوج وأنجب خمسة من البنين والبنات. كان دائما نصيرا للمزراعين والمستنضعفين من أهالي حلفاالجديدة ومؤسستها الزراعية ممثلة في «مؤسسة حلفا الزراعية الجديدة» التي عمل بها سكرتيرا للمجمع التعاوني للعاملين بالمؤسسة الزراعية لدورتين من العام 79- 80- 1981م، الامر الذي قاده لأن يكون عضواَ للجنة الشعبية لأبناء حلفا للتكامل والتعمير (حلفاالجديدة) ومن مؤسسي وعضو اللجنة التنفيذية لاتحاد الشباب السوداني بمنطقة حلفاالجديدة في الفترة 64- 1971م، قيادته للعمل الزراعة جعلته المساهم الاول في المشاريع الاجتماعية والعمرانية والثقافية في المنطقة والمشروع الزراعي عموماً، ليعمل بعدها في الاعوام الاخيرة من 2006 إلى 2008 رئيساً للجنة إعادة الخدمات بمدينة حلفاالجديدة بعد ان قامت السلطات الحالية بفصله عن العمل والتي لا تعد السابقة الأولى فقد جرى فصله أيضا عن العمل بعد ردة يوليو 71. ويرى عدد من المقربين من الرجل ان عمله في المؤسسة الزراعية بحلفا وعديد من المواقع ساهمت في اختيار الرجل ليكون عضوا فى مركزية الحزب الشيوعي ومن ثم سكرتيرا عاما للحزب عقب رحيل زعيمه محمد ابراهيم نقد. ويعتبر الخطيب من واقع سيرته رمزية «المزارعين» الذين يعتبرهم الحزب أهم مكوناته بعد العمال وخاصة عمال السكة حديد. اختيار الخطيب وفق يوسف حسين المتحدث باسم الحزب الذي تحدث ل (الأحداث) أمس عقب اجتماع اللجنة المركزية الذي جرت فعاليتها أمس ان عملية اختار السكرتير الجديد تمت وفق أصول العملية الانتخابية المعروفة بعد ان كون الحزب لجنة ثلاثية من غير المرشحين لانتخاب سكرتير عام جديد بعد ان تقدم عدد من أعضاء الحزب بترشيحاتهم لتجري اللجنة المختار عملية انتخابية أسفرت عن فوز محمد مختار الخطيب من بين أكثر من قيادي في الحزب جرى ترشيحهم. ويرى مقربون من الحزب ان فوز «الخطيب» يعد انتصارا للحرس القديم الذي رشحت معلومات خلال الفترة التي أعقب رحيل «نقد» انه يعارض ان يتولى منصب السكرتير العام من القيادات الشبابية لذلك ظهرت أسماء لقيادات بارزة في الحزب مثل سليمان حامد ويوسف حسين وكان في مؤخرة من جرى ترشيحهم محمد مختار الخطيب الذي استبعد الكثيرون فوزه بمنصب السكرتير العام لبعده عن الاضواء ما دفع الكثيرين إلى استبعاد اختياره سكرتيرا عاما ، لكن للجنة المركزية للحزب كان رأي آخر وهي تختار الخطيب وفق عملية انتخابية وصفها عدد من قيادات الحزب ممن تحدثوا ل (الأحداث) بالديمقراطية.