استحق العام 2012 أن نطلق عليه عام رحيل النوارس، فما نودع أحداً منهم ونبكيه بحرقة لانكاد نتخلص منها يباغتنا نورس آخر بالرحيل، تاركاً ألماً عميقاً في النفس، وحسرة تدمي القلب، وهاهو يودعنا الشاعر الدبلوماسي سيد أحمد الحاردلو بيومين فقط من رحيل الممثل الريح عبدالقادر، والذي لو لم يقدم سوى بلدي يا حبوب التي تغنى بها الراحل محمد وردي لكفاه.. عصر أمس كان حزيناً والموت يختار الحاردلو بعد رحلة صراع مرير مع مرض الفشل الكلوي الذي أنهك جسده، وجعله طريح الفراش الأبيض، ثم ساءت حالته، وأدخل إلى غرفة العناية المكثفة.. والحاردلو الذي ووري الثري عند الرابعة عصراً بمقابر الصحافة تقول سيرته الذاتية إنه من مواليد العام 1940 م في قرية ناوا بالولاية الشمالية حصل على بكلاريوس في اللغة الانجلزيزيه وآدابها في العام 1965م، بجانب دبلوم في اللغه الفرنسية 1975 م عمل مدرساً, ثم انتقل إلى السلك الدبلوماسي، فعمل مستشاراً بسفارة السودان في كنشاسا 1975, 1976 فوزيراً مفوضاً 1977- 1979, فسفيراً 1980, فسفيراً فوق العادة 1987- 1989 وتقاعد عام 1989. عمل محرراً ومراسلاً لبعض الصحف السودانية والعربية شارك في العديد من المؤتمرات الرسمية, واللقاءات والمهرجانات الثقافية. دواوينه الشعرية: (غدا نلتقي) 1960- (مقدمات) 1970- (كتاب مفتوح إلى حضرة الإمام) 1985- (بكائية على بحر القلزم) 1985- (خربشات على دفتر الوطن) 1997- (الخرطوم... ياحبيبتي) 1999- (أنتم الناس أيها اليمانون) 1999 بجانب مجموعته القصصية (ملعون أبوكي يا بلد) حاور الشاعر عبدالوهاب هلاوي من قبل الحاردلو لصالح الفضائية السودانية في العام 2005م لذا كان لابد أن نتحدث إليه، وهو يودع اليوم أخاً وزميلاً هلاوي، قال: سيدأحمد هو شاعر بكل المقاييس يختلف عن الشعراء الآخرين، وهو ينتمي إلى أسرة ذات أصول في اتجاهات الكتابة انتمي لهذا الوطن، وهو يكتب له، ويؤسفنا أننا لم نوثق له عبر الأجهزة الاعلامية، بينما أحق بأن نوثق لكل حركة وسكنه له وحقيقة فاجعة رحيله تولد في النفس مرارة، ونحن في عام ارتحال النوارس، ولكن لانقول إلا ما يرضي الله..