شهدت ندوة مفتوحة نظمتها بعثة الاممالمتحدة «يونميس» أمس ملاسنات حادة بين وزير الخارجية القيادي بالحركة الشعبية دينق الور ومستشار الرئيس غازي صلاح الدين، وتبادلا الانتقادات في حضور مبعوث الرئيس الامريكي سكوت غريشن. وممثل الامين العام للام المتحدة أشرف قازي بجانب شخصيات دولية معروفة. وقاد الور هجوما لاذعا على الشمال وحكومة الوحدة الوطنية واتهمهما بالامتناع عن مساعدة الجنوب لقبول خيار الوحدة، وأشار إلى أن الحكومة لم تنجز مشروعا تنمويا واحدا في الجنوب، متسائلا عن دواعي ممارسة الشمال الآن الحرب في الجنوب بالوكالة. واعتبر الور الذي كان يتحدث في ندوة عن «الوحدة والانفصال» الإسلام والعروبة سببا مؤديا للانفصال وقال: (لايمكن أن أعيش في الخرطوم وتحميني مجرد مفوضية)، دامغا الحركة الاسلامية بإلحاق أضرار كبيرة بالبلاد. وقطع الور بأن الوقت المتبقي لتنفيذ الاتفاقية ليس كافيا للوحدة، وقال انها لن تتحقق إلا بحدوث «معجزة»، داعيا إلى طلاق سلمي بين الشمال والجنوب، لكنه عاد ليقول بمطالبة الجنوبيين بوحدة مشروطة وليست كالتي بين «السائس والحصان» على حد تعبيره. وأكد الور أن حديث سلفاكير عن الانفصال أُخرج عن سياقه، وأشار أنه تحدث عن مواطنين «درجة تانية» في ظل نظام إسلامي، مضيفاً أن الدين الاسلامي ينعت المسيحيين بالذميين، لكن غازي صلاح الدين ردّ على الور بغضب واعتبر حديثه «فارغا»، وشدد على أن مفردة «ذمي» لم ترد في اتفاقية السلام التي كان غازي أحد مهندسيها، واتهم الور بالمزايدة وتزييف الحقائق واللعب بمشاعر الجماهير، وأشار إلى أن الرجل يطرح ذات الافكار لاكثر من عشرين عاما. واتهم مستشار الرئيس حكومة الجنوب بالفشل في إدارة الحكم هناك، ودعا الحركة لخوض الانتخابات، مؤكدا أن الاستفتاء لن يجري إلا عبر حكومة منتخبة، معتبرا عدم اجراءالانتخابات «خيانة للاتفاقية». وفي المقابل دعا ممثل الامين العام للامم المتحدة أشرف قازي الشريكين إلى استثمار الوقت والعمل من أجل الوحدة، واعتبر التصريحات الاخيرة المنسوبة للنائب الاول لرئيس الجمهورية سلفاكير ميارديت حول الانفصال أُخذت خارج سياقها.