دعا وزير الخارجية السوداني دينق ألور لفصل الجنوب عن الشمال بصورة سماها "طلاقاً بإحسان"، قائلاً إن أغلبية ساحقة من الجنوبيين تنتظر الاستقلال خلال الاستفتاء، وجاءت الدعوة بعد تصريحات مماثلة للنائب الأول للرئيس سلفاكير ميارديت. وشهدت ندوة مفتوحة نظمتها بعثة الأممالمتحدة بالخرطوم "اليونميس" أمس ملاسنات حادة بين ألور ومستشار الرئيس د. غازي صلاح الدين بحضور المبعوث الأميركي إسكوت غرايشون وممثل الأمين العام للأمم المتحدة أشرف قاضي. واتهم ألور خلال الندوة، الشمال بخوض حرب بالوكالة والقضاء على الأمل في استمرار الدولة الواحدة. وتساءل الوزير عن مصير بقائه في دولة تمارس القمع باسم العروبة وقال: "لماذا أستمر في دولة تقعمني باسم العروبة والإسلام". قبول بوحدة مشروطة " وزير الخارجية يقول إن حزب المؤتمر الوطني الحاكم لا يزال يقمع الجنوبيين وإنه يسلح مليشيات جنوبية مسؤولة عن الموجة الأخيرة من العنف القبلي بالإقليم " وأضاف ألور بأن الجنوبيين سيقبلون بوحدة مشروطة لا تقوم على السائس والحصان. ورأى أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم لا يزال يقمع الجنوبيين وأنه يسلح مليشيات جنوبية مسؤولة عن الموجة الأخيرة من العنف القبلي. وتابع: "أن الحكومة تمتنع عن مساعدة الجنوب لقبول خيار الوحدة"، مشيراً الى أنها لم تنجز مشروعاً تنموياً واحداً في الجنوب. واتهم الإسلاميين بإلحاق ضرر جسيم للبلاد لأن الدين الإسلامي ينعت المسيحيين بالذميين. وشدد ألور على أن الوقت أصبح غير كافٍ لتحقيق الوحدة، وقال إنها لن تصبح واقعاً إلا بحدوث معجزة. وكان ميارديت أطلق تصريحات سابقة وصفت بالانفصالية، اعتبرها قادة المؤتمر الوطني تحريضاً على الانفصال ومخالفة لاتفاقية السلام الشامل. غضب لحديث ألور " مستشار الرئيس يرى أنه ليس من مصلحة الشعب السوداني سواء في الشمال أو الجنوب النظر الى الأمور بارتياب مرضي والوقوع في أسر أوهام الاضطهاد " ومن جهته، رفض مستشار الرئيس غازي صلاح الدين في الندوة ما أثاره ألور، متهماً إياه ب"الارتياب المرضي". وأضاف أنه ليس من مصلحة الشعب السوداني سواء في الشمال أو الجنوب النظر الى الأمور بارتياب مرضي والوقوع في أسر أوهام الاضطهاد وأن يصل القنوط الى حد اختيار الانفصال. وقال إن الجنوب هو الذي تقاعس عن تنفيذ اتفاق السلام الشامل الموقع في عام 2005. وشدد صلاح الدين أن على كلٍّ من الجانبين الوفاء بوعده في اتفاق السلام والعمل من أجل الوحدة. ووصف مجمل حديث ألور بأنه فارغ، وفيه نوع من المزايدة وتزييف الحقائق واللعب بمشاعر الشعب. وأوضح أن كلمة "ذمي" لم ترد في نصوص اتفاقية السلام الشامل.