استضافت هيئة الأعمال الفكرية في إطار ندوتها الشهرية الراتبة المفكر الإسلامي البارز الدكتور محمد سليم العوا في حلقة نقاش بعنوان (تجديد الفقه الإسلامي) أمس الأول بقاعة الشهيد الزبير محمد صالح للمؤتمرات تناول فيها موضوع تجديد الفقه الإسلامي وقال إن موضوع تجديد الفقه الإسلامي موضوع قديم (متجدد) لأن هيكل الشريعة بنى على ما تنزل به الوحي ليواجه حاجات الناس فيما جدَّ في حياة النبي صلى الله عليه وسلم .. مشيراً إلى إن ضرورة هذا التجديد أملته الرسالة الخاتمة وليقوم العلماء بعملية التجديد، والمجددون يتعددون ومآلات التجديد تشمل أنواع الإبداع الإنساني كله لأن عملية التجديد هي ضرورة دينية واجتماعية وثقافية. وتطرق الدكتور العوا إلى الصحوة الإسلامية المعاصرة وقال انها انتجت تيارات عديدة منها تيار التشدد الجافي .. والتيسير الليّن، كما انتجت أهل الغلو والتطرف الذين أساءوا بتصرفاتهم إلى هذا الدين الحنيف .. كما انتجت أصحاب العقول الجادة الذين حملوا الأمانة الذين امتثلوا ما حمله الأسلاف وواجهت هذه الفئة أسئلة كثيرة كالنظم السياسية العصرية، وحقوق المرأة والأسرة، والعلاقة مع غير المسلمين حق غير المسلمين في الأوطان، وتنوعت الأسئلة ساخرة تارة ومترددة ومستفهمة .. لكن تنوع الاجتهاد الفقهي فلم تخرج هذه الجماعة احداً من الملة لأن منهج الاجتهاد لديها هو أن جلب المصالح مقدم على درء المفاسد والتجديد والاجتهاد قرينان.. لذلك وقع التجديد فعلياً في بلدان كثيرة بما يناسب وضع كل بلد لأن الأحكام الاجتهادية تتغير بتغير الزمان والمكان وتتغير أيضاً مع تطور فكر المجدد نفسه. إبتدر النقاش رئيس الجلسة الدكتور أمين حسن عمر قالاً إن قضية التجديد ستظل قضية مطروحة للنقاش لأن الشريعة تكليف يجب ان يكون هناك تجديدا لأن الأحوال تتغير وأحوال الأمم والأشخاص ولأن كل شيء في الكون يتجدد ويتم ذلك وفق منهج محدد وملزم لعملية الاجتهاد لأن الاجتهاد وهو شكل من أشكال العلم والإبداع وان الإبداع يقدم على حرية التفكير، وقال ان هناك شروطا ذاتية غير مفروضة لأن التجديد مسألة تراكمية تستند إلى علم وخبرة وعقل ذكي وترتبط بمسألة نفسية وفكرية .. وغير مدرسي تمنح فيه شهادات أو غيره وان الحديث عن تجديد الفقه الإسلامي هو موضع أكثر حساسية لأنه يرتبط بالإنسان وما يحتاجه وهو شامل غير جزئي المقصود منه سعادة الإنسانية ولن يكون هناك تجديد للفقه الإسلامي ما لم يرتبط هذا الفقه بالمقاصد وأوضاع الناس والإنسانية .. وكلما كان المجددون أكثر إنسانية كانت هناك رؤى جديدة، مشيراً إلى إن التجديد في السابق قام على نهضة متكاملة في الفكر واللغة والوجدان التي نقلت حياة الناس من البداوة إلى الحضارة .. مضيفاً إلى إنه يجب على المجددون انسنة الفقه لأن الفقه أكثر حساسية وإرتباطاً بالإنسان. وشارك بالنقاش في الندوة عدد من أهل الفكر والعلماء.