يؤدي فريق الهلال مباراته الرابعة في ربع نهائي كأس الاتحاد الأفريقي عصر اليوم (الأحد) أمام (دجوليبا) المالي في عاصمة الأخيرة (باماكو)، على خلفية أحداث عاصفة تشهدها مالي تزامنت في لحظات قدرية نادرة، تشابكت فيها الرياضة مع السياسة والأمن، إذ دخل خاطفون مزعومون حدود (مالي) برفقة مخطوفيهم الفرنسين، قبيل يوم من المباراة، الأمر الذي وضع الأجهزة الأمنية لتلك الدولة الأفريقية في حالة تأهب قصوى، تضع سمعتها وقدراتها ومعها مستقبلها، على المحك، في الوقت الذي تستعد فيه البلاد للاحتفال بذكرى استقلالها وما يترتب عليه من استعدادات أمنية ليمر الاحتفال السنوي دون أحداث تنغص من فرحة الاحتفالات. وتركت الظروف الاستثنائية والمعقدة التي تمر بها مالي أثراً مباشراً على إقامة بعثة الهلال نتيجة لانشغال الفنادق، على سعتها، بالضيوف الذين قصدوا (باماكو) بغرض المشاركة في احتفال أعياد الاستقلال، التي أثرت بدورها على المباراة الودية التي كان من المفترض أن تقام بين منتخبنا الوطني ونظيره المالي تأهباً للجولة الثانية من تصفيات كأس الأمم الافريقية، ومما ترتب على ذلك إعلان اتحاد الكرة المالي دون سابق انذار قبل ساعات تحويل مكان مباراة الهلال و(دجوليبا) من ستاد (ماديبو كيتا) إلى استاد (26) مايو. وذكرت تقارير صحفية أن العمال الفرنسيين والأفارقة الذين تم اختطافهم يعملون لدى مجموعتي (اريفا) و(ساتوم) الفرنسيتين في النيجر، المجاورة لمالي، وعبر المختطفون بالرهائن الحدود النيجرية إلى الصحراء المالية، ورجحت التقارير أن الاختطاف تم بواسطة تنظيم القاعدة في غرب افريقيا الذي يقوده الجزائري «عبدالحميد أبوزيد». ولعل تصاعد الاحداث في مالي وصخب الاحتفال بعيد الاستقلال إلى جانب مباراة الهلال التي تم نقلها إلى ملعب آخر، من شأنه أن يوسّع دائرة انتشار قوات الأمن المالية التي صارت متنازعة بين تأمين المباراة ومطاردة الخاطفين في صحراء مالي القريبة للحدود المشتركة مع النيجر، إلى جانب حفظ الأمن في احتفالات الاستقلال، كل ذلك سيضع نجوم فريق (دجوليبا) داخل الملعب تحت ضغط متزايد إذ لم يكن بمقدورهم الانفصال عن تلك الأحداث، فضلاً عن واقع الفرصة الأخيرة التي تتاح أمام فريقهم المطالب بالفوز على الهلال ولا شيء سواه حتى يضمن الاستمرارية في البطولة الكونفدرالية، في حين يسعى بطل السودان لتأمين صدارته للمجموعة الأولى، وإعلان تأهله رسمياً الى الدور نصف النهائي، ويحتاج الأزرق إلى نقطة التعادل على أقل تقدير للعبور إلى نصف النهائي.