تبقى الشائعة قضية قديمة ومتجددة ذات صدى واسع في الرأي العام خاصة في هذا العصر الذي تتوجّه فيه وسائل الاتصال مع وسائل المعرفة لأغراض محدّدة. فقد قلّل أستاذ علم الإدراك وأمين الشؤون العلمية والبحوث بهيئة علماء السودان أ.د. عبدالعزيز مالك من آثار هذه الظاهرة، مبيناً أن الأصل في الشائعة الإفراط في رأي ليس من السهل تطبيقه على الواقع، وأوضح أنها دائماً ما تقع وتتغلغل في المقام الذي لا توجد فيه أنظمة متسقة للتعامل، والآن عملية الاتصال خاصة في ما يتعلق بالنشر في الصحف لا تخلو من الشائعات. وتناول البروفيسور عبدالعزيز مالك في المحاضرة التي نظّمها الاتحاد العام للصحافيين السودانيين حول الشائعة وأثرها في تضليل الرأي العام الثلاثاء الماضية بدار الاتحاد تناول تأثير الشائعة في إفساد رأي الناس، وأبان أنها دائماً ما تخرج من عقل ناقص البنية، منوّهاً أنه يجب على الصحافي أن يتعامل بصدق وقوة وألا يدع عقله في موقع ضعف لإثارة الشائعات، وأضاف أنه يسهل إيقاعها وسط الإعلاميين وتجد مقامها أكثر مما تجده في مقام آخر خاصة عندما تستخدم لتحقيق مآرب أو إثارة لمكسب متعجّل، مبيناً في ذات الاتجاه لذلك جاء قانون رد الاعتبار من أجل التعويض وإسقاطاً للتهم الباطلة ورداً للشرف. وأشار إلى أن أصحاب العين والحقد والحسد يسعون لوقف حركة الإنسان الناجح وهم الذين يعضدون للشائعة باستخدام ما درج الناس عليه من ثقة لإفشائها لبلبلة الرأي. وقال إن إطلاق الشائعات وترويجها يأتي من ضعف العقل وقلة الحيلة ولكن سرعان ما تنتهي ويوضح الأمر لأن الله أسرع مكراً ولا يمهّد للشائعات. وعدّد البروفيسور دوافع تكوينها من تأثير وإساءة وسوء ظن في الناس، إضافة لكونها تخلق الهزيمة النفسية بالمستهدف. وعن قياس رد فعل الشائعة أفاض بأن أي شائعة يُطلقها إنسان ويستخدمها فهو ضعيف يواجه عدم الثبات الفكري وينحرف نحو الروايات الكاذبة بجانب صناعة التضليل. كما نادى بالعمل على مكافحة الشائعة والحجر على التضليل وذلك بأساليب عدة منها الصمت المصحوب بمظاهر القوة وإظهار المناعة من قِبل العلماء وأهل الرأي وذلك بالتحرُّك لإصدار الحقائق بصدق مع تقفّي أثر مروّجي الشائعة. وفي سياق متصل وصف رئيس اتحاد الصحافيين د. محيي الدين تيتاوي الشائعة بالفيروس، وهي من أخطر الوسائل التي تزلزل الرأي العام لما لها من أثر كبير في مجال الإعلام، ودعا إلى تأصيل العمل وتكريسه دون اللجوء للشائعات التي لا جدوى منها، كما طالب الصحافيين بالاستفادة من مثل هذه المحاضرات القيّمة التي تعينهم في حياتهم المهنية.