{ الرجوع إلى الوراء قليلاً صار ضرورياً بعد تصريحات السيد سلفا كير النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة جنوب السودان، والسؤال المُلحّ من قتل د. جون قرنق؟! ولماذا قتل؟ سؤالنا موجه للسيد سلفا كير وريث د. جون قرنق في رئاسة الحركة الشعبية «لتحرير السودان» والنائب الأول لرئيس الجمهورية، من الذي قتل د. جون قرنق؟ أتعلمون؟! أم أنكم لا تعلمون؟ وفي كلتا الحالتين الأمر في غاية الأهمية وخصوصاً أنتم صرحتم بأنكم سوف تتعرضون لتصفية؟ فمن أي الجهات تظنون أو تعلمون أنها آتية؟ ولماذا قتل جون قرنق من ناحية أخرى؟ هل لأنه كان وحدوياً أم انفصالياً؟ لو علمت، السيد سلفاكير، الإجابة على هذا السؤال يكون لديكم علم بمن يخطط لتصفيتكم، وحينها تكون من أوجب الواجبات أن تقوم أجهزتكم الأمنية بواجبها. { أليس من البداهة السؤال أن لا يقتل د. جون قرنق في حربه وقتاله الذي امتد أكثر من 20 عاماً في أحراش الجنوب؟ ويقتل وهو يحمل راية السلام بعد اتفاقية نيفاشا؟ وبهذه الطريقة الدراماتيكية؟ دعوة من صديق خارج الحدود وبطائرة رئاسية؟ مبتدئو السياسة يفهمون أكثر من هذا!! { تأكد، السيد سلفا كير، أن السودانيين ذوو أخلاق ومُثل وقيم وتاريخ ناصع ليس من شأنهم الغدر والتصفية الجسدية، إلا أنهم مقاتلون أشداء في ميدان الحرب. وأن ديننا كمسلمين ومسيحيين لا يقر مبدأ قتل النفس إلا بالحق. ومن هنا ليس بيننا شماليين وجنوبيين من له نيّة في تصفيتكم لأن ذلك لا يخدم الوحدة ولا الانفصال. { نفيدكم بأن الذين يفكرون في تصفيتكم هم الذين صفوا د. جون قرنق فابحث عنهم واعرفهم، فقط نخشى عليكم أنكم في مشهد شبيه بذلك وبدأت فصوله تتشكل. عليكم إعادة قراءة ملابسات مقتل د. جون قرنق للاستفادة. { فقط «داخلياً» ننوه أن تصريحاتكم بعد زيارتكم الخارجية تركت أثراً سلبياً في الوضع الداخلي، وقد يترتب على ذلك ردود أفعال غير مقروءة الآن، وقد تكون نتائجها باهظة الثمن، والمواطن السوداني ذكي جداً ومُلم بساسته وتريحاتهم، وقد شهدكم كثيراً وأنتم تقولون إن صوتكم مع الوحدة، والآن يسمعكم تعلنون تأييدكم للانفصال جهراً دون اعتبار لتصريحاتكم ومواقفكم السابقة، أو مكانكم الدستوري وأنتم النائب الأول لرئيس الجمهورية، نحن شعب لا يقبل أن يكذب رائده. { أخيراً نظن أن دعوتكم للانفصال عن الشمال إنما هي دعوة أخرى لانفصال جنوبي جنوبي بدرجة أعلى من تلك التي من الشمال وصدقني سوف تكون فاتورتها غالية، ثمنها ذهاب الجنوب كله ليكون «عراقاً» آخر أو جنوب أفريقيا سابقاً. فهل هذه إستراتيجيتكم أم إستراتيجية مستوردة؟! والسلام م. محمد نور