الكثيرات من نساء بلادي بعد أن يكملن (الونسة) يتجهن إلى الأبواب مفترقات.. كلٌ إلى حل سبيلها.. لكن في تلك اللحظة تفتح إحداهن نقاشاً (على عتبة الباب) يستمر زمناً ربما لا يقل عن الذي قضينه متحدثات في الغرفة أو (الراكوبة).. أو غيرها من أماكن الضيافة. (الأهرام اليوم) تحدثت إلى عدد من المواطنين - نساءً ورجالاً - حول الأمر فكانت هذه الإفادات: بدأت الحديث ربة المنزل (رقية) وقالت: (بعد أن آخذ ونستي مع الناس وخلاص ماشّه البيت ويكون معاي ناس عشان يقدموني تبدأ ونسة (الشمارات): (ماشفتي.. وحصل وحصل).. هذه الونسة نعترف أنها لا تحلو إلا عند وقوفنا على الأبواب من غير حساب للمارة. وعلى غير ما ذهبت إليه (رقية) قالت لنا عائشة: (أنا أكره هذه الصفة بشدة، وعندما أرى نساء على الأبواب أظن بهنّ شراً نسبة للونسة المشبوهة في سيرة الغير، وبالتأكيد إنها (ونسة) غير منطقية لأنها تكون على قارعة الطريق أمام الأبواب، (عشان ما في زول من ناس البيت يسمعها ويعترض عليها)! أما (ليلى) فقد اتفقت مع سابقتها في الحديث مؤكدة أن (الونسة على الأبواب) تُلفت أنظار المارة وتصاحبها التعليقات السيئة، وتعكس صورة غير حميدة، وأضافت: هذه (الونسات) يجب أن تكون داخل البيت وليست على الأبواب بعد الوداع. بعد حديثنا إلى ربات البيوت (الأمهات) استطلعنا بعض الحبوبات: هل (الونسة على الأبواب) قديمة في مجتمعنا؟ (حبوبة زكية) قالت: (زمان الكلام ده عندنا عيب عديييل كده، لكن جا زمن عدم الموضوع، عشان كده بتلقى كمية من النساء أو البنات الفاضيات للشمارات ومعرفة الأسرار). إلا أن (حبوبة حليمة) قالت في عفوية: (أنا ذاتي بحب الشمارات وبحب جيّة البنوت عشان قالوا وقلنا، وبصراحة عندي فضول كبير.. أنا كبيرة في السن لكن روحي شبابية.. وتبدأ الونسة مع البنات في البداية عن أخبارهم العامة والخاصة وفي نهاية الونسة تكون في باقي الشمارات.. ودي بتجي في النهاية على الأبواب.. ودا كلو من غير حساب للمارين.. وما سائلين في زول.. الشارع شارعنا وواقفين قدام بابنا)..! وعلى النقيض قالت (حبوبة ثريا) إنها تعتقد أن هذه الظاهرة ترجع إلى عدم الثقافة والوعي والحضارة، وأشارت إلى أنها تستغرب هذه المواقف السالبة وتنصح من يقفن هذه الوقفة بالإقلاع. كان هذا رأي بعض النسوة.. فكيف يرى الرجال (الونسة على الابواب)؟ يقول الشاب ياسر: أنا أكره هذه المواقف لأنها تجلب بعض الأسئلة وفيها نوع من عدم المبالاة، والأمر يرجع إلى تربية الأسرة. أما (أحمد) فيقول: الونسة على الأبواب بعض النساء يحبذنها لتبادل (الشمارات) التي لا تُقال أمام كل شخص.. ولكن يبدأ المارة في التساؤل؟ فالبعض يظن خيراً والبعض الآخر يظن شراً على حسب (الوقفة). وتحدّث للصحيفة الشاب عثمان قائلاً: هذه الظاهرة فيها نوع من (المظهر) أمام المنازل لكي ينتبه كل المارة لتبدأ التعليقات على الوقفة، والبعض يعتبر الأمر عدم احترام للطرقات. وفي نهاية جولتنا سألنا د. عمرو إبراهيم مصطفى الباحث النفسي عن أبعاد هذا السلوك?، فقال إن الونسة على الأبواب ترجع لعيب رئيس في الشخصية، هي الحساسية أكثر من اللزوم خاصة بين النساء، وأضاف: (الواحدة عندما تأتي رفيقتها فجأة وهي في مواعيد الأكل مثلاً تجدها متوترة من عدم ترتيب المنزل.. لكنها على الباب قد تكون مرتاحة أكثر لعدم تتبع الجارات أحوالها داخل المنزل.