صدر كتاب (جحا.. الرسام السوداني موسى قسم السيد كزام «جحا») من تأليف الفنان التشكيلي والرسام الملون علاء الدين الجزولي. ويحكي الكتاب نشأة وأعمال الفنان الفطري موسي قسم السيد كزام (جحا)، في محاولة للتوثيق والتاريخ غير مسبقة فى مجال الحركة التشكيلية السودانية الحديثة. ويعتبر (جحا)، الرسام الأصغر سناً بين رهط العصاميين الرواد الذين تمتعوا بشعبية واسعة منذ منتصف ثلاثينيات القرن العشرين، ومن أبرز إبداعات (جحا) صورة السيد علي الميرغني التي رسم منها ديباجة قارورة عطر (شبروايشي) «رائحة جنينة السيد علي الميرغني»، وصورة قارورة عطر (بيت السودان)، واشترك مع الرسامين المصريين الشباب فى ورشة فنية بالقاهرة رسم فيها المطربتين (أم كلثوم واسمهان ). ومن بين رسوماته العديدة تبرز صورة الإمام محمد أحمد المهدي والسيد عبد الرحمن المهدي والسيد الصديق والصادق المهدي، كما رسم بورتريهات للشيخ قريب الله والشيخ البرعي والشيخ الصائم ديمة والشيخ المكاشفي والشيخ بابكر بدري عميد أسرة آل بدري ومؤسس جامعة (الأحفاد). ومن أعمال (جحا) الفنية التي وثق لها الكتاب صورة للملحن السوداني الشهير الفنان (كرومة)، ويحتوي الكتاب علي ابتكارات عديدة هي عبارة عن تقنية تخريم الصورة بالإبرة أو الدبوس و«جهاز الباغة» الذي ابتكره (جحا) لتكبير الصورة ومظلة معدنية واقية من الحرارة والمطر، فضلاً عن صور ل(البنات السمحات)، وهن كما قال (جحا) للمؤلف «مصدر إلهامي». ويكتب علاء الدين الجزولي: «واصل (جحا) رسمه الايقوني ومثّل لوجوه جمالية باذخة مثل (تاجوج)، (الحمراني) إلى أن وصل إلى نموذج (ريا) الأم درماني». ويشتمل الكتاب على ملونات، وهي نماذج ملونة لرسم البورتريه، ونماذج من مواد وخامات من علب الألوان التي يستخدمها في أعماله الفنية. ويقدم الكتاب إضاءة حول حياة الفنان وتجربته الفنية بوصفه أفضل وأشهر رسامي الوجوه في السودان وبلا منازع، بل ويعد أغزر فناني السودان إنتاجاً على مدى أكثر من نصف قرن بحيث لا يوجد تاجر بمدينة أم درمان وسوقها الكبير لم يرسمه جحا سواءً أكان سودانياً، يمنياً، مصرياً، هندياً، أم إغريقياً، وما من زعيم من زعماء الحركة الوطنية في فترتي ما قبل وبعد الاستقلال لم يرسمه (جحا)!