{ ما أن بدأ برنامج (نجوم الغد) يلمع كالنجيمة بين برامج فضائية النيل الأزرق إلا واتجهت نحوه العيون تتابع حركاته وسكناته وأصبح الشباب المنضوون في قوافله بدورهم نجوماً بين ليلة وضحاها وبعضهم، إن لم يكن أكثرهم، جاءوا من أُسر بسيطة الحال متواضعة التركيبة الاجتماعية، فكان دخولهم دائرة الضوء والشهرة هو بمثابة تحول مهم في حياتهم يفرض على من بزغ منهم سلوكاً متوازناً وحساباً دقيقاً في القول والفعل. وأذكر أنني قلت يوماً إن هؤلاء الشباب لابد لهم من رعاية (سايكلوجية) خاصة على إدارة البرنامج أن توفرها لهم حتى يحافظوا على التوازن في داخلهم و(لا تكهربهم) تيارات النجومية عالية الفولتات. { ولعل الذي خصصته لنجوم الغد يستحق أكثر منه الفنانون الشباب الذين لا يصدق البعض منهم حتى الآن ما وصل إليه ولعله يطرب أكثر من طربنا بصوته بتحايا المعجبين والمعجبات أو ربما أنه مأخوذ ومندهش لفلاشات التصوير وصوره التي تملأ الصحف وهو من كان في الظل والعتمة ليجد نفسه في مركز الشمس، لذا فإن هذا التحول الكبير للأسف يصاحبه أحياناً تحول سلبي يرمي بالشباب في لُجة من التصرفات الغبية التي قد يظن أنها أو يصور له ذلك أنها من متلازمات النجومية وأقصد إما أن يكون معروفاً ومشهوراً بتعاطيه المخدرات أو أن يرمي بنفسه في مستنقع الخمر وكأنه إن لم يكن من المتعاطين هو فنان ناقص الموهبة، وهنا تحديداً تأتي أهمية صناعة النجم الذي لابد أن يكون محاطاً بورشة من الناصحين والمهتمين به كشخص ونجم؛ لأن هذه النجومية تفرض عليه الكثير من المثالية، إن لم يكن بلوغ الكمال فيها باعتبار أن النجم هو قدوة ومثال ومثل (يتبرَّك) الشباب المعجبون بشخصه ومنتوجه. لذا أجد نفسي أحياناً متعاطفة مع بعض من خدمهم الحظ وجاءت بهم الموهبة الى دائرة الضوء فأصابهم شيء من (الزغللة) جعلهم غير مدركين لخطورة الطريق الذي يمشون فيه وهو طريق نهايته للأسف تعجل بنهاية الموهبة وقد تفقدنا أصواتاً كثيرة كنا نؤمل عليها لرسم واستمرارية المشهد الفني، وهنا علينا أن نقرع أجراس الخطر وبشدة لنقول لهؤلاء إن الفن التزام وقضية وأن السلوك المنضبط إن كان مهماً للشخص العادي ألف مرة فهو للفنان أهم مضروب ألفاً أخرى حتى لا يجد نفسه قد دخل في سكة (اللي يروح ما يجيش) فيفقد نفسه ووجوده ونفقد نحن موهبة وهبة منحتنا لها السماء ولكن أول من لم يعرف قيمتها هو صاحبها نفسه..!! كلمة عزيزة { واحد من الأشخاص الذين استمع لأحاديثهم باهتمام بالغ لأنها لا تخرج في كل مرة عن الإتيان بجديد، إما في اللفظ أو المعنى والمضمون، هو الإمام السيد الصادق المهدي. وأذكر أنه يوم أن دعينا لتدشين أغنية (الوحدة) لجمال فرفور وفتح الباب يومها للنقاش وكان المتحدث الأول هو السيد الصادق المهدي وكعادته جاد وفاض وأعقبه واحد من الحضور واعتذر للسامعين بأن مهمته ستكون عسيرة أن يتحدث بعد الإمام، ولما كنت ثالثة المتحدثين قلت ممازحة من سبقني معتذراً عن صعوبة الحديث بعد الإمام إنه إن كان (ووب عليك فووبين عليّ أنا). وبالأمس الأول استضاف برنامج للرجال والنساء على شاشة النيل الأزرق السيد الصادق المهدي الذي كان كعادته حاضر البديهة وكأنه يجدد (الميموري) خاصته من حين الى آخر بأخرى جديدة وعيني باردة، ليطرح آراءه الجريئة المؤثرة والمساندة لحقوق المرأة، فخطف الأسماع في محاضرة تلفزيونية تستحق التوثيق، وإن كنت معجبة بالإمام فدعوني أسجل إشادة بمقدمة البرنامج سمراء النيل الأزرق نجود حبيب التي قادت الإمام ببراعة وحنكة للحديث بأريحية وراحة وهي تتناول محاور ونقاطاً غاية في الأهمية أدركت فيها بالحديث الكثير من جوانب مفاهيم وآراء ضيفها، والتحية لنجود حبيب التي جعلتني أكسب الرهان أولاً مع نفسي وثانياً مع آخرين..!! كلمة أعز { اخي بابكر صديق برنامج نجوم الغد هذا الموسم يجعلك ومن معك كمن (يحنِّن في جنازة).