أبدى نواب المجلس الوطني استياءهم من ما اعتبروه معاملة فظَّة وجهها لهم المدير العام لهيئة الحج والعمرة، أحمد عبد الله، بمطالبته النواب بالخروج حال عدم رضائهم عن طريقة تقديم إفاداته عبر البروجيكتر، في جلسة الاستماع التي نظمتها لجنة الشؤون الاجتماعية بالبرلمان أمس (الأحد) لمناقشة الأخطاء التي صاحبت الحج، فاعترض النواب على العرض وطالبوه بالحديث كفاحاً، ولكنه طلب منهم السكوت وقال: «الما قادر يصبر يتفضل يطلع برة خارج القاعة»، مما دعا رئيس لجنة العمل والإدارة، د. الفاتح عز الدين، إلى مطالبته بالاعتذار فوراً عما بدر عنه من حديث قال إنه لا يليق بأن يقال داخل البرلمان، ووجه النواب بإقالة المدير العام لهيئة الحج والعمرة، مشددين على أن الأخطاء التي صاحبت حج هذا العام تقتضي المساءلة والمحاسبة. من جهته أقر وزير الإرشاد والأوقاف، د. أزهري التجاني، بأخطاء في الحج، مبيناً أنهم بصدد مراجعة العلاقة ما بين الأوقاف ووزارة الداخلية في جانب الجوازات والتأشيرات، وقال إنها تستوجب التصحيح، وأكد استيعابه لكل التوصيات التي ترفعها لجنة تقصي الحقائق التي كونها البرلمان منذ الأسبوع الماضي. وشهدت جلسة الاستماع نقاشاً حاداً بين النواب وهيئة الحج والعمرة طالب من خلالها النواب وزير الإرشاد بالتنحي وتقديم استقالته من المنصب والإقالة الفورية لمدير الهيئة ومحاسبته في أعقاب ما وصفوه بالاستهتار بالحجاج الدارفوريين حيث كان مدير الهيئة قد قال أثناء استهجانه لاحتجاجاتهم على أداء الهيئة: «شنو يعني حجاج دارفور إذا تم إسكانهم في العزيزية أو غيرها تفرق معهم بشنو»، وقال د. الفاتح «ماذا يعني بهذا الحديث؟»، وأضاف أنه تعبير غير موفق ويجب الاعتذار عنه، وأشار إلى أن نواب البرلمان ليسوا بطلاب حتى يتحدث معهم بهذا الأسلوب، وأردف: «هؤلاء النواب أتوا بتفويض من الشعب ويحق لهم مساءلة الجميع»، وقال مدير الهيئة: «حديثي عن حجاج دارفور جاء في سياق خفض تكلفة السكن وإذا فُهم في غير هذا السياق أقدم اعتذاري لحجاج دارفور»، ولكن د. الفاتح عز الدين احتج مرة أخرى وقال له: «نحن نفهم جيداً معنى الحروف والحديث»، فرد أحمد عبد الله وقال: «أعتذر على حسب ما فهمتم»، في وقت قال فيه التجاني إن من أسهل الأشياء تقديم الاستقالة، وأعرب عن سعادته بتوصية المجلس الداعية إلى إقالته، من جهته لفت مدير إدارة الجوازات أحمد عطا المنان إلى حاجة قانون الهيئة لمراجعة شاملة، وقال إن العمل بين الجوازات والهيئة تنسيقي، واشتكى من تجاهل الهيئة لشأن الجوازت في الاجتماعات التحضيرية، وكشف عن خلل ما قال إنه يقع ما بين الهيئة والسفارة في منح التأشيرات في أعقاب إدخال هيئة الحج لنظام الحاسوب بين السفارة والهيئة.