وصل الدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مطار القاهرة، ولوحظ وجود عدد قليل من مؤيديه في استقباله وسط وجود أمني ظاهر. وقال للصحافيين الذين التفوا حوله إن «بعض الشباب والمؤيدين له يطالبونه بقيادة عملية التغيير، ولكني الآن لست مستعداً لذلك، وكل ما سأفعله هو أنني سأدعم هذه الانتفاضة». وأضاف «سأدعم هذه الانتفاضة سياسياً، وسأطالب المسؤولين في مصر بالاستجابة لمطالب الشعب، وعلى الحكومة المصرية أن تعلم أن التغيير قادم لا محالة». وكان البرادعي قد صرح قبل عودته إلى مصر باستعداده لتولي الحكم لفترة انتقالية في حال طلب الشارع ذلك، داعيا الرئيس مبارك إلى التقاعد. من جهة ثانية تحولت القاهرة ومساجدها إلى ثكنة أمنية حيث انتشرت سيارات الأمن المركزي ورجال الأمن في شوارعها الاستراتيجية، وأمام المساجد الكبيرة خصوصا في منطقة الأزهر ووسط القاهرة، بعد الإعلان عن مظاهرات كبرى ستنطلق عقب صلاة الجمعة اليوم واتسم الوضع في العاصمة المصرية بصفة عامة بالهدوء الحذر، فيما تزايدت المواجهات بين الأمن والمتظاهرين في مدينتي السويس والإسماعيلية وشمال سيناء، وأعلن مدير أمن السويس عن مصرع شرطي في المواجهات مع المتظاهرين، فيما سمع إطلاق نار في قسم الأربعين بالسويس. ويعد حي الأربعين في هذه المدينة من الأحياء الفقيرة والتي تنتشر فيها العشوائيات. وعلمت «العربية» أن متظاهرا في مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء لقي مصرعه، ليرتفع عدد القتلى وفق الإحصاءات الرسمية حتى الآن إلى خمسة أشخاص بينهم شرطي منذ بدء الاحتجاجات يوم الثلاثاء الماضي. وأضرم المتظاهرون النار في مركز للمطافئ في مدينة السويس، فيما تحدث شهود عيان عن صعوبة الحصول على مواد غذائية اليوم الخميس بسبب حدة الأوضاع. ونفى الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر هروب عدد من قياداته إلى الخارج بينما قرر الاتحاد المصري لكرة القدم تأجيل مباراة الجولة المقبلة من دوري كرة القدم لأجل غير مسمى. وعلق الإعلامي الشهير حمدي قنديل أبرز مؤيدي د.البرادعي والمنسق الإعلامي للجمعية الوطنية للتغيير على وصول البرادعي واحتمالات مشاركته في المظاهرات قائلا «إن وصوله يعد متأخرا لكنه في نفس الوقت أفضل من غيابه». وفي سياق متصل، أكد سامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب الناصري «أن خروج الرئيس مبارك من السلطة دون وضع قواعد لعملية الانتقال الآمن للسلطة قد يتسبب في ضياع البلد». وأضاف: «لا توجد شرعية في مصر لأي شيء باستثناء الرئيس مبارك وإذا خرج ربما ينهار كل شيء». على صعيد ذي صلة أعلن أحمد طه مستشار وزير الإعلام المصري أن المذيع المصري الشهير محمود سعد «في إجازة مفتوحة» بسبب خلافات مع رئيس تحريره حول الخطوط العريضة لسياسة البرنامج الإعلامية»، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية. ويقدم محمود سعد، الذي يتمتع بشعبية كبيرة في مصر، حلقتين أسبوعيا من برنامج مصر النهارده على شاشة التلفزيون الحكومي يومي السبت والأربعاء. غير أنه لم يظهر الأربعاء في البرنامج الأمر الذي أثار تساؤلات حول ما إذا كان غيابه بسبب التظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها مصر منذ الثلاثاء. وأكد محمود سعد لوكالة فرانس برس أنه يرفض أن يظهر على الشاشة الصغيرة ليقول كلاماً «على عكس قناعاته ومخالفا للحقيقة». وأضاف «لا أمانع في أن أكون في إجازة مفتوحة لأنني لا أستطيع أن أقول كلاماً لا أريد أن أقوله وعكس الحقيقة». وتابع «أنا أعتقد أن ما يحدث في مصر (منذ الثلاثاء) شيء رائع وصحي ولا بد أن نكون جميعاً معه»، مؤكدا أنه «لا يرى أي تخريب ولا أي مُندسين، وأرى أن مصر تتغير.