أكد الخبير الإعلامي رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات؛ بروفيسور علي شمو، أن الخطاب الإعلامي والصحافي بعد الانفصال يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في الاستقرار والتعايش السلمي في البلاد، ووصف المرحلة المقبلة بالخطيرة، وقال إنها تحتاج إلى صحافة وطنية مسؤولة، وقال شمو في ندوة نظمها المجلس بالتعاون مع مجموعة من الصحفيين الشباب بعنوان (خطاب التعايش السلمي في الصحافة السودانية بعد الاستفتاء)؛ قال إن الفترة الانتقالية بعد الانفصال بها قضايا كثيرة يمكن أن تنشأ عنها صراعات تنسف استقرار البلاد، مشيراً إلى ضرورة لعب الصحافة دوراً إيجابياً. ومن جهته طالب رئيس تحرير صحيفة (الأيام) الأستاذ محجوب محمد صالح بأن تلتزم كافة وسائل الإعلام بأخلاق المهنة وأن تعمل على عدم إثارة الكراهية الدينية والعرقية والثقافية والعنف، وأضاف أن السودان دخل مرحلة الانقسام إلى دولتين، وأرجع الأمر إلى الصراع الذي بدأ قبل الاستقلال، مبيناً أن الصحافة ساعدت في اجتياز المرحلة السابقة، وزاد أن المرحلة القادمة لا تقل أهمية عنها، منوهاً إلى ضرورة لعب الصحافة دوراً إيجابياً فيها، وشدد على ضرورة أن لا ينتقل الصراع السابق إلى المستقبل، ونادى باستصحاب اتفاقية السلام الشامل، وقال إن الإعلام إذا التزم بأخلاقيات المهنة سيسهم في اجتياز مرحلة الصراع وما بعدها، وأن عدم المهنية في الصحافة سيؤدي إلى اضطرابات في المجتمع، وطالب بعدم تسييس مهنة الصحافة، ووصف علاقة الإعلام بالدولة بالملتبسة، مشيراً إلى أنها تحتاج إلى فك ارتباط وأن تترك الدولة حرية التعبير المنضبطة بالدستور وأخلاقيات المهنة. وفي ذات السياق قال الخبير الإعلامي الكاتب الصحفي فيصل محمد صالح إن السودان يعيش مرحلة انتقالية، وزاد أن الموقف السياسي في الصحافة السودانية يجب التعبير عنه بشرط ألا يجسد للكراهية، مشيراً إلى أن خطاب الكراهية يلغي حق الآخر في الوجود، مؤكداً أن بعض الوسائط الإعلامية لعبت دوراً في ترسيخ خطاب الكراهية في المواقف السياسية التي تحدث دائماً بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، وأشاد بدور الصحافة في تعزيز التعايش السلمي باستثناء القليل من الصحف، وتابع: إذا لم يتم الاعتراف بالتعدد ستكون الأزمة مستمرة في السودان، مطالباً بضرورة الاهتمام بخطاب المصالحة والتعايش السلمي في المرحلة القادمة، فضلاً عن التعامل بمهنية مع الأخبار والمعلومات في الصحافة السودانية، وإشاعة روح السلام والتعايش ونبذ العنف والعمل على إزالة الصورة الذهنية السلبية تجاه الآخر والتركيز على التنوع الثقافي والابتعاد عن الإثارة.