يوسف عبد القادر محمد أحمد مبدع سوداني تخصص لإسعاد أطفالنا بكل ما يحمل من جينات وخصائص ربانية لم تتأتَ لأي سوداني على الأقل. يوسف ثائر هذه الأيام عن تقاعس مواعيننا الإبداعية عن اللحاق بركب العديد من الفضائيات والإذاعات التي كانت دوننا وغدت قدوتنا في تقديم دراما الأطفال وبرامجهم التربوية. وقال ل«الأهرام اليوم» إن أفضل القنوات الفضائية الخاصة بالأطفال هي «براعم» القطرية والجزيرة أطفال لأنهما تحترمان عقل الطفل وكل موادهما تربوية تثقيفية وترفيهية لا تخرج عن إطار الدين الإسلامي بعكس قنوات اسبيستون التي كانت جيدة في السابق ولكنها غيّرت ثقافتها مخالفة للعادات والتقاليد، باعتمادها على العنف وظهور بعض الأطفال في الشخصيات الكرتونية يتعاطون السجائر والخمر. وواصل الفنان يوسف عبد القادر الممثل والمعد والمخرج لبرامج ودراما الأطفال نقده حين دلف إلى الداخل حين أكد أن الشللية هي التي تهيمن على إنتاج كل ما يتعلق بما يُقدم للطفل تلفزيونياً وإذاعياً بصورة مطلقة، وأردف أن الطفل السوداني محروم ومظلوم من قبل الدولة المتمثلة في وزارة الإعلام التي تتبع لها الإذاعة وصنوها التلفزيون، وقال إن ما يسمّى «دراما الطفل» منعدم تماماً إلا في بعض الفقرات التي لا تتعدى الدقيقتين في برنامج ركن الأطفال بالإذاعة السودانية، وأشار إلى عدم وجود مسلسلات سودانية خاصة بالطفل ولا حتى تمثيليات صغيرة ولا توجد لدينا دراما أطفال لا في الإذاعة ولا التلفزيون. يوسف قال إن الأُسر السودانية هربت إلى القنوات الفضائية الأخرى المختصة بالطفل للحفاظ على عقول أبنائها، ولكنه حذر من مغبّة هذا الاتجاه بقوله إن ما تطرحه هذه القنوات مهما كان جيداً في نظر أولياء الأمور إلا أنه من الخطورة بمكان؛ لأنه لا يحمل الهوية السودانية، وأضاف نحن مجتمع له تاريخ راسخ وأصول معروفة وثقافة ممتدة وهذه القنوات ستعطينا أطفالاً لا يحملون جذوة (أنا سوداني)، وتساءل عن الوعود التي أطلقها من قبل الدكتور غازي صلاح الدين عندما كان معنياً بأمر دراما الطفل بمعية مدير التلفزيون الحالي محمد حاتم سليمان بقيام قنوات خاصة للطفل السوداني أسوةً بالأطفال العرب في الخليج وأطفال الخواجات في أمريكا وأوروبا. وأكد الفنان يوسف عبد القادر أن صوته قد بح من الصياح ومازال (يكورك) لماذا لا تهتم الدولة بالطفل السوداني الذي يمثل جيل الغد؟!