دخلت الاحتجاجات والمظاهرات الليبية المناهضة لنظام الرئيس القذافي أمس الثلاثاء يومها السابع. وعلى الرغم من سقوط المئات بين قتيل وجريح، في حمامات الدم المستمرة منذ الثلاثاء الماضي، بسبب الإفراط في العنف المستخدم من قوات الأمن الليبية، إلا أن الكفة بدأت تميل لصالح المتظاهرين مع سقوط عدد من المدن الكبرى بأيديهم منها بنغازي، كما وصلت المواجهات إلى العاصمة بين المتظاهرين وقوى الأمن و"المرتزقة الأفارقة"، وفق شهود عيان. وفي السياق توعد الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي، أمس (الثلاثاء)، المتظاهرين الذي وصفهم ب "الجرذان"، بالزحف المقدس ل "تطهير ليبيا بيتا بيتا"، في حال لم تتوقف المظاهرات، رافضا أي دعوات بالتنحي لأنه "قائد ثورة للأبد"، وقال القذافي، في كلمة متلفزة، موجهة للشعب الليبي، "أنا ليس لدي منصب حتى أستقيل منه، وأنا لست رئيسا حتى أتنحى، وإنما أنا قائد ثورة إلى الأبد"، مضيفا "أنا مجد لا تفرط فيه ليبيا ولا كل الشعوب، ولن أترك الأرض الليبية، وسأموت مع أجدادي شهيدا في ليبيا"، وأردف "لم نستخدم القوة بعد وإذا استدعت الأمور سنستخدمها". ووصف القذافي في كلمته المحتجين بأنهم "يقلدون أحيانا ما حدث في تونس ومصر، وإن مجموعة قليلة من الشبان المخدرين تهاجم مقار الشرطة والجيش"، متوعداً إياهم برد ساحق شبيه بقصف البرلمان في روسيا أثناء وجود النواب بداخله وسحق الصين حركة تيانا نامين في بكين، والقصف الأمريكي للفلوجة في العراق، قائلا إن "المظاهرات السلمية شيء، أما التمرد المسلح فشيء آخر، ولا أحد يتعرض للمظاهرات السلمية أما التمرد المسلح فستتم مواجهته". يذكر أن موجة الاحتجاجات في ليبيا شملت مدن بنغازي ودرنة والبيضاء وأجدابيا والقبة وطبرق والزنتان وطرابلس وتاجورا وشحات وسدراتة والرجبان وإيفرن وجادو والقبة، كما شهدت العاصمة طرابلس أيضا احتجاجات في مناطق فشلوم والهضبة وقرقارش وبوسليم. وكانت تقارير أولية أشارت إلى أن عدد قتلى الاشتباكات بين المتظاهرين وقوى الأمن الليبية، وصل أمس الثلاثاء، إلى نحو 800 قتيل وجرح نحو 5000 شخص، في وقت اتسعت فيه دائرة الاحتجاجات لتشمل العديد من المدن الليبية، فيما توالت الإدانات العالمية لطريقة السلطات الليبية في قمعها للمحتجين، مطالبين ببدء الحوار معهم.