عادت قافلة أبطال النيل الثانية أمس الأول الخميس إلى الخرطوم ورست بمنطقة الكلاكلة التريعة كآخر محطة لهذه الرحلة التي تستهدف المواطنين في القرى المتاخمة لمجرى نهر النيل والنيل الأبيض والأزرق، وللتوعية بأسباب ملوِّثات مجرى النيل وكيفية الحد منها، إضافة للتوعية في مجال التشجير ومكافحة الهدّام وإجراءات السلامة النهرية، وعمليات الإنقاذ النهري بالوسائل المحلية حال أي حادث. واحتُفل بعودة القافلة التي نفّذت المشروع بواسطة الكشافة البحرية وبالاشتراك مع الجمعية السودانية لحماية البيئة، ورعاية المجلس الثقافي البريطاني والتي بدأت رحلتها التوعوية من مدينة كوستي في العشرين من شهر فبراير الجاري مروراً بقرى الفششوية، الطويلة، مبروكة، آريك، الدمو، الجمالاب، حتى منطقة تريعة البجة، وبمدرسة أسامة بن زيد أساس بنين. وقد شرّف الاحتفال نائب السفير البريطاني طوني برتاد، ونائب مدير المجلس البريطاني الثقافي وممثلو الكشافة البحرية والجمعية السودانية لحماية البيئة، مؤكدين جميعهم على ضرورة التوعية بالمحافظة على البيئة النيلية، مشيرين إلى أن البرنامج عبارة عن رحلات لتوعية المواطنين، مشيدين في ذلك بشباب الكشافة البحرية وجمعية حماية البيئة ودورهم في هذه المهام. من جهتها رحّبت مديرة المدرسة سعاد سعيد محمد بأبطال المبادرة، مشيرة إلى أن المدرسة هي الوعاء الذي تبدأ وتنتشر فيه التوعية الأولية بالبيئة، مشيرة إلى أن منطقة (تريعة البجة) مرتبطة كثيراً بالنيل والأهالي يزرعون ويربون حيواناتهم بالقرب منهم. لذلك تحتاج لمثل هذه الأنشطة الهادفة. فيما قدم أطفال المدرسة برنامجاً اشتمل على بعض الأغنيات والمسرحيات التي تدعو إلى الإهتمام بالبيئة. كما قدمت المبادرة بدورها عروضاً لمسرح عرائس يتحدث عن البيئة ودور الطفل في المحافظة عليها، وقد تحرّك الوفد بقيادة نائب السفير البريطاني صوب النيل قُبالة المنطقة وكانت لحظة الوصول هي نفس اللحظة التي عاد فيها شباب أبطال النيل إلى قواربهم .. حيث استُقبلوا بحفاوة وترحاب كبيرين كما أكدوا على إنجاز المهمة رغم التحديات التي واجهتهم، مؤكدين أن برامجهم كانت ناجحة ومتميزة تجاوب معها أهالي المناطق المتاخمة للنيل، وقد قدموا تنويراً مفصّلاً عن الرحلة لنائب السفير البريطاني وبدوره أجزلهم الشكر وأثنى على مجهوداتهم مطالباً بالمزيد من التواصل والتعاون. وقبيل مغادرة الوفد دعاه أبطال النيل لرحلة قصيرة بقواربهم التي امتلأت بحقائبهم وأدوات عملهم، وشكَّلت الآلات الموسيقية حضوراً مميزاً خلال رحلتهم التي وصفوها بالممتعة والشائقة، وأكدوا أنهم على أُهبة الإستعداد للمبادرة الثالثة التي ستبدأ من مدينة سنار وحتى دار الكشافة البحرية بالخرطوم. ولاحظت «الأهرام اليوم» أن المبادرة وجدت قبولاً جيداً لدى مواطني ومسئولي المنطقة لما وجدوه من فائدة ولمسوا في هؤلاء الشباب روح العمل الطوعي لتنمية مجتمعاتهم.