وسط حضور كبير من السفراء ورجال السلك الدبلوماسي بالخرطوم وبعض المهتمين بالعمل الثقافي، تم تدشين رواية «حان أوان الرحيل» للكاتب السفير جمال محمد إبراهيم، وذلك بصالة النادي الدبلوماسي. حيث قدم كل من الدكتور أحمد الصادق والأستاذ عزالدين ميرغني شهادات حول تجربة جمال الروائية، فيما أدار الجلسة الدكتور كمال الجزولي الذي قدم سيرة ذاتية عن حياة جمال محمد إبراهيم وإنتاجه الأدبي. الدكتور أحمد الصادق تحدث عن تجربة السفير جمال الروائية بدايةً من مجموعته القصصية الأولى، وقال إن هنالك خيطاً يربط التجربة القصصية بالتجربة الروائية، مشيراً إلى أن جمال يملك الدوافع والآليات للكتابة الأدبية. ويرى الدكتور أحمد الصادق أن روايته «حان أوان الرحيل» تناولت تجربة الإدارة البريطانية في الخرطوم أثناء الاستعمار البريطاني، وذكر أن هذا التناول يطرح سؤالاً مهماً، ماذا قدمت التجربة البريطانية للسودان؟ ثم أن هذه الرواية ترسم الوجه الثاني لتاريخ السودان في ترجمة روائية جميلة، وأكد أن جمال له اهتمام كبير جداً بالكتابة الأوروبية التي تناولت تاريخ السودان إبان فترة الاستعمار البريطاني، وحسب قوله إن الرواية فيها محاكمات مهمة لبعض الشخصيات، وذكر أنها تجربة مختلفة تمثل صدىً للرواية في محيطها العالمي، وخلص الدكتور أحمد الصادق إلى القول إن الروائي جمال محمد إبراهيم تطورت تجربته الأدبية كثيراً، مشيراً إلى روايته الأخيرة «دفاتر من كمبالا». أما الأستاذ عزالدين ميرغني، قال إن عنوان الرواية «حان أوان الرحيل» هو عنوان جاذب وسهل الحفظ ووصفه بالعنوان التسويقي، ويرى أنه مواكب جداً لما يحدث في عالم اليوم من تطورات سياسية، وأضاف أن الرواية تكشف مستوىً جديداً للعب الفني في الكتابة الروائية، وأشار أن المتن الحكائي الفعلي لهذه الرواية بدأ في الثلاثينيات من القرن الماضي، وتساءل الأستاذ عزالدين ميرغني عن رواية «حان أوان الرحيل» هل هي سيرة نفسية.. أم سيرة ذهنية.. أم سيرة غيرية؟، وأضاف أن الرواية محمّلة بكل هذه الدلالات، وذكر أن الراوي العليم يناجي ويتغزل خاصة عندما يخلع ثوب الدبلوماسية، وينتقل بين مكانين هما الخرطوم القديمة ومدينة لندن الحديثة، ويعتقد أن الرواية تريد بشكل ما أو بآخر إثبات العلاقة الإنسانية بين البشر جميعاً، وأن الكاتب جمال محمد إبراهيم قد أفلح في ذلك كثيراً، وأكد الأستاذ عز الدين أنه استفاد كثيراً من السفر والترحال، وكذلك استطاع جمال تحويل المكان من مكان صامت إلى مكان ناطق، وذهب الأستاذ عز الدين ميرغني إلى القول إن الروائي جمال يملك سلامة الحواس وروايته «حان أوان الرحيل» هي رواية أقرب إلى طبيعة الأدب الديناميكي، وخلص إلى أن هنالك ثلاثة انفعالات داخل هذه الرواية لها تأثيراتها المباشرة على السرد وهي السفر، والانفعال بقضية، والانفعال بقيمة. أما من الناحية الفنية، فيرى الأستاذ عز الدين أن الرواية تعتمد على الحقل الزمني، مشيراً إلى أنها رواية حركة زمانية ومكانية، وفيها شعرية طاغية واعتبر ذلك تماهياً مع تجربة جمال الشعرية. فيما قدم السفير والروائي جمال محمد إبراهيم شكره لكل الحضور، مقدماً شرحاً وافياً وعرضاً لروايته «حان أوان الرحيل» وقال أنا لا أود الحكم والتقييم لهذه الرواية وإنما أترك فرصة للمتلقي ليكمل ما يراه حسب رؤيته، وأكد بالقول أنا لا أكتب التاريخ ولا أتدخل فيه، وأنما تطرقت لتاريخ السودان كدولة في نظر الإدارة البريطانية من منظور روائي. ويذكر أن هذه الجلسة قدمت فيها العديد من المداخلات أشادت وأثنت على تجربة السفير والروائي جمال محمد إبراهيم.