في جريدة (الوفد) الصادرة أمس الثلاثاء الموافق الفاتح من مارس الجاري و(الفاتح) هذه من إبداعات نظام الأخ القائد معمر القذافي. وتحت عنوان (بعد موافقة نتنياهو وباراك ورئيس الموساد، شركة إسرائيلية تُجنِّد المرتزقة للقذافي) ذكرت الجريدة ما يلي: نشر الموقع العبري - قضايا مركزية - اليوم تقريراً جاء فيه أن شركة إسرائيلية هي التي تقوم بتجنيد المرتزقة الأفارقة الداعم الرئيس لمعمر القذافي في قمع الثوار الليبيين الذين ينادون بإسقاط الرئيس الليبي. وذكر الموقع أن هذه الشركة يديرها ضباط كبار أنهوا خدمتهم في الجيش الإسرائيلي وتعمل أساساً في تجارة السلاح بطُرق غير قانونية في عدد من الدول الإفرقية.. أخطر ما في التقرير ما نقلته إحدى وكالات الأنباء عن الموقع الإسرائيلي بأن رئيس الشركة الإسرائيلية التقى مؤخراً مع رئيس الإستخبارات الإسرائيلي افيف كوخافي ومع رئيس الحكومة نتنياهو بالإضافة إلى وزير الدفاع باراك حيث أعطوا موافقتهم لرئيس الشركة الإسرائيلية لتجنيد المرتزقة من الدول الإفريقية دعماً للقذافي. وكُنا من أيام في هذا المكان قد عبَّرنا عن شكِّنا في صِدق ما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي من أنه يكره معمر القذافي. ولقد قال الكلام نعم.. لكنه لا يكرهه ولا يستطيع. ثم جاء الدليل على ذلك من الكلام السالف ذكره الذي نشرته جريدة حزب الوفد الذي كان هو حزب الحركة الوطنية المصرية قبل ثورة 1919م التي كان أبرز نجومها الشعب المصري وطائفة من قادته تصدرهم سعد زغلول. لقد خدع معمر القذافي الجميع عندما ادّعى أنه قومي عربي ساعٍ إلى تحرير فلسطين من الإستعمار الإستيطاني الإسرائيلي .. فإسرائيل لا يمكن أن تهب لنجدة حاكم عربي معادٍ لها كما تفعل هذه الأيام سواء بالتصريحات الذكية الخبيثة مثل تلك التي أطلقها باراك أو بمثل هذا الدعم المكشوف الذي تقدمه لأمين القومية العربية الشركة الإسرائيلية إيّاها وبموافقة ودعم رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع ومدير المخابرات. وهناك من اكتشفوا عمالة القذافي وديكتاتوريته وتمثيله وخداعه في وقت مبكر من عمر النظام الليبي الذي ظهر للوجود عام 1969 وهناك من اكتشفوا ذلك خلال السنين الطويلة التي أمضاها العميل في الحكم وهناك من اكتشفوها هذه الأيام التي ثار ويثور فيها الشعب الليبي ضد نظامه المشبوه القذر وضد القذافي بالدرجة الأولى. وليس من الوفاء أن يؤيد أحد في العالم العربي مثل هذا الحاكم أو أن يتعاطف معه، لكن البعض فعلوها وكان ذلك أمراً غريباً لافتاً مستهجناً في نفس الوقت وسوف تكون خسائره أكثر كثيراً من أرباحه. إن إسرائيل تؤيد استمرار (ملك الملوك) في الحكم وليس أدلّ على خدمته للمصالح الإسرائيلية من هذا التأييد الذي كان مستتراً ثم أصبح سافراً.